منحوتة نعيم ضومط باعتبارها شهوةَ الضوء وشكله وقوامَه وشمسَه وظلَّه وتأويلَ الروح
07-09-2022 | 00:00
المصدر: "النهار"
النصّ أدناه، هو "مكالمةٌ" مع منحوتةٍ لنعيم ضومط (من مواليد 1941- )، الذي من حقّ تجربته الفنّيّة المديدة أنْ تكون موضعَ تكريمٍ، أقلّه من خلال كتابٍ فنّيٍّ وبحثيٍّ لائقٍ يوضع عنه، ومعرضٍ استعاديٍّ شامل لمراحله المختلفة الطليعيّة والخلّاقة والمتواصلة نحتًا ورسمًا منذ نحوٍ من اثنين ستّين عامًا. هذا واجب الحركة التشكيليّة اللبنانيّة، المتاحف ودور العرض، الأدب، النقد، والثقافة مطلقًا.أأنتِ منحوتةٌ أم امرأةٌ؟ يتناهى إليَّ أنّكِ تختارين أنْ تكوني مَن تكونين، ماذا تكونين. وها أنتِ تولدين من شجرةِ القبقاب، وتمتشقين كيانَكِ، متبرّجةً بإزميلِ خيراتكِ ومواهبكِ، لتطلّي على عريكِ البهيِّ الطريِّ الخفِرِ الذكيّ، ولتحضري – كغاية، كملتجأ - في قوامكِ العاري، في اختصاراتكِ المكتفيةِ بالإيماء، في صفائكِ اللّامتناهي، في هذيانكِ النبيل، في صمتكِ الممتلئ، في لغتكِ العارفةِ باللغات، في ليلِ جسدكِ المُضاءِ بذاتِه والمُضيء، في شمسكِ المغموسةِ - بل المضرّجةِ - بمياهِ مكنوناتِ الظلّ، في ظلّكِ المستسلمِ لرغباتِ الإعصارِ والنسيم، في شهواتِكِ العرفانيّةِ الممتنّة، في نشواتِكِ الكريمة، في هواجسِ عقلكِ الباطن، في نزهاتِكِ المجهولة، في أطايبِكِ المقطّرةِ تحتَ أنهارِ الينابيعِ المضمَرة، في خفاياكِ المتبسّمة، في وشوشاتِكِ المُريبة، في لامبالاتِكِ، في لاانتباهاتِكِ، في شاهقِ نزولكِ إلى المهبل، في فرْجِكِ المُهلِك، في فضيحتِكِ الكونيّة، حيث هناك تكتملين في شهقةِ الضوء، كامرأةٍ منحوتةٍ، أو - لستُ أدري - كمنحوتةٍ امرأة.وأنتِ أيّتها الآنسةُ، يا شجرةَ القبقابِ المنحوتة، ويا الساحرة والمسحورة، لا تحضرين في الخفيةِ ولا تسلّلًا ولا في الغفلةِ ولا أيضًا على متنِ الضوضاء، بل أمامَ الملأ، إلى مائدةِ الانتباهاتِ الكلّيّة، إلى مائدةِ...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول