الذين عاشوا الحرب اللبنانيّة سمعوا عباراتِ كليشّيه معيّنة آلاف المرّات، ومنها: "لا للتقسيم"، "لا اعتراف بإسرائيل"، "ما أُخِذ بالقوّة لا يُستردّ إلّا بالقوّة"، " لا للتدويل"، و"نعم للتعريب". إستُهلِكَت هذه العبارات المِسِخ وصارت مثل اللازمة في الأناشيد. مُذ ذاك الوقت مرّت عقودٌ والخُطاب السياسيُّ هو نفسُه. تغيّرت عباراتٌ لكنّ المضامين بقيَت هي هي. كُنّا نقول: "لا للتدويل". الآن بتنا نرفض دعوةَ لبنانيّين إلى عقد مؤتمرٍ دوليٍّ حول لبنان، ونخوّنهم. كُنّا نقول: "لا للتقسيم". الآن بات لبنانيّون يخوّنون لبنانيّين آخرين إن طالبوا بالفدراليّة أو حتّى بلامركزيّة موسّعة يلحظُها الدستور. الخطاب السياسي لم يتغيّر. تغيّر الشكل فيما بقي المضمونُ واحداً. أعود إلى العبارات وأسأل: ماذا يعني "لا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول