الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

عَجزٌ عن الحلِّ وعن السلامِ وعن الحرب

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
أرشيفية.
أرشيفية.
A+ A-
السنةُ جديدةٌ والأحداثُ قديمةٌ. قد تَشهدُ ربطَ نزاعٍ فبدايةَ حلٍّ، أو فكَّ نزاعٍ فاستمرارَ الأزْمة. والواقع هو الاتي: في لبنان من يريدُ إجراءَ التغييرِ الدُستوريِّ قبل انتخابِ رئيسِ الجُمهوريّةِ لتكونَ الرئاسةُ ضِمنَ نقاطِ المساومةِ. وهناك من يريدُ إِجراءَ التغييرِ بعد انتخابِ رئيسِ الجُمهوريّةِ لتبقى الرئاسةُ بمنأى عن التفاوُض. هناك مَن يُفضِّلُ إجراءَ حوارٍ داخليٍّ من دونِ تَدخّلٍ خارجيٍّ (بخاصّةٍ غربيّ) ليَتحكّمَ بمقرّراتِ الحوارِ بعيدًا عن ضمانةٍ عربيّةٍ أو دُوليّة ويَنقُضَه كما فعل بـ"إعلان بعبدا" سنةَ 2012. وهناك مَن يُصِرُّ على إجراءِ الحوارِ برعايةٍ دُوليّةٍ لتَضمَنَ الأممُ المتّحدةُ أيَّ اتفاقٍ لبنانيٍّ في إطارِ القوانينِ الدُوَليّة كما جَرت العادةُ تاريخيًّا. وهناك مَن يؤْثِرُ الانطلاقَ في الحوارِ من الصِفْرِ كأنَّ لبنانَ أرضٌ بُورٌ برَسمِ البناء. وهناك مَن يَعتبر أنَّ لبنانَ قائمٌ ومُكتمِلٌ، وإجراءَ تعديلاتٍ على هيكليّتِه من نوعِ اللامركزيّةِ الموسّعة تَكفي لتجديدِ شبابِه.الاستنتاجُ الأوّل هو وجودُ إجماعٍ على ضرورةِ إحداثِ تغييرٍ بُنيويٍّ في لبنان، والثاني هو وجودُ اختلافٍ كبيرٍ على نوعيّةِ هذا التغييرِ لأنَّ مفهومَ التغييرِ يَتراوح بين من يَرغبُ في بناءِ دولةٍ عصريّةٍ يتساوى فيها الجميع، ومن يَبتغي بناءَ دولةٍ يُسيطر فيها على نظامِها وقراراتِها ومصيرِها. هكذا نبدو بَعيدين، بعدُ، عن الحلِّ. لكنْ من الصَعبِ أن يُحقِّقَ بعضُ الأطرافِ الطامحين غَلَبةً سياسيّةً ودستوريّةً خارجَ الواقعِ اللبنانيّ. فمُذ كان لبنانُ رافقَه خطٌّ أحمرُ يُنظِّمُ توازناتِه ويَعدِلُ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم