ها أنا عندَ قبرِكِ قبلَ شهرٍ من الرابعِ من آب. مضى عامان، يا بيروت. عامان لا أكثر. لا تزالين في أوّلِ القتلِ في أوّلِ الموت. وردتُكِ لن تنبتَ وفقَ إيقاعِ الفصول. والشمسُ، شمسُكِ، لن تشرقَ بمنطقِ الليلِ والنهار. كلُّ مَن يُطلقُ وعودًا كهذه، يذرُّ غبارًا يؤلمُ جرحَكِ والجروح. لن أكونَ مرائيًا لأبشّرَكِ بحياةٍ قريبة. لن أغامرَ باقتراحِ مشروعٍ للقيامة. لستُ الإناءَ الكاذبَ لأعدَكِ بيومٍ كيومِ الأحد، أو بمزيجٍ طيّبٍ من النبيذِ والخبز. "بعد بكّير. بعد بكّير"، يا بيروت. فلا يستوليَنَّ عليكِ عتابٌ يائسٌ، ولا تلتهمَنَّكِ رغبةُ انتحار.لستُ ساديًّا لستُ سمسارًا لستُ قاضيًا لستُ حاكمًا لستُ محتلًّا لستُ طاغيةً إنّما محضُ راءٍ جريح....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول