السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

وليد صليبي المناضل الذي رحل... رائد في ثقافة اللاعنف وحقوق الانسان

المصدر: "النهار"
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
وليد صليبي.
وليد صليبي.
A+ A-
قبل أشهر قليلة، وتحديداً في كانون الأول، حاز وليد صلَيبي مع شريكته أوغاريت يونان "جائزة غاندي العالمية 2022"، وهما أول لبنانيان ينالانها، بعدما أسسا أول جامعة في العالم لاختصاصات أكاديمية في اللاعنف AUNOHR.
 
والثنائي كُرّما تكراراً على المسيرة اللاعنفية على مدى سنوات، امتدت من الحرب الأهلية في لبنان، اذ انطلقا في نشاطهما العام 1982 الى اليوم. وقد باتت ثقافة اللاعنف في صلب حياتهما نمطَ عيشٍ وبشرى وعمل دؤوب.
 
ووليد، المفكر، والناشط، من روّاد اللاعنف في لبنان والعالم العربي، كاتب، باحث، مناضل، محاضر جامعي، متخصص في الاقتصاد السياسي، والعلوم الاجتماعية، ومهندس مدني.
 
عرفته في بداية عملي الصحافي، إذ كان مقر "نادي حقوق الناس" في الجميزة، قبالة مدرسة الفرير، جامعاً لكل الناشطين في مجالات حقوق الناس، ومنهم الاعلاميون.
 
لم يقتصر عملنا على تغطية النشاطات، بل انغمسنا مع "الثنائي" الحقوقي في النشاط المدني، حتى صار جزءاً منا. وأذكر أن الذي قادني الى الزواج المدني، هو تلك المسيرة الطويلة دفعاً للعقد المدني، ولفصل الدين عن الدولة، واعتماد قانون مدني للاحوال الشخصية، مع "حركة حقوق الناس" وايضا مع "الحركة الاجتماعية"، وعميدها الراحل المطران غريغوار حداد.
 
شكّل وليد صليبي مع أوغاريت يونان ثنائياً في الحياة، في النضال، في العمل، وما انفكت العلاقة رغم كل المطبات، بل لعل أوضاع وليد الصحية، شدّت من أواصرها، إذ إن المرض انهكهما معاً، وأثّر سلباً، بطريقة أو بأخرى، على النشاط الاجتماعي والجامعي وحيويته.
 
وحسناً فعلا بانتقالهما من الحراك الاجتماعي الى المأسسة، عبر جامعة حقوق الانسان واللاعنف التي أسساها معاً، والتي يمكن أن تستمر معهما، أو مع أحدهما، أو من دون كليهما.
 
وفق التعريف به انه  بدأ نشاطه الثقافي والمدني باكرًا، وقد عُرِف بجرأته في العمل مع الشباب وبفكره الحرّ... وكان لـِ تولستوي "أب اللاعنف" وللفكر الاجتماعي الإنساني، الأثر العميق في نفسه، وهو بعدُ في المرحلة المتوسّطة في المدرسة.  
 
عام 1982، في خضمّ الحرب في لبنان، كتب أوّل نصّ لاعنفي له ضدّ الحرب وعبثية العنف والتبعية الطائفية - السياسية، أهداه إلى المقاتلين، جميع المقاتلين، ونشره في كتابه الأوّل "القصة هي الحصة". 
 
وفي العام 1982، التقى أوغاريت يونان، وانطلقا معًا في رحلة حياة ونضال مشتركة، رفيقا درب وحلُم عملا على تجسيده يومًا بيوم وفي ظروفٍ استثنائية، من أجل قيم اللاعنف واللاطائفية والحرّية والعدالة والحب.
 
مذذاك، باتا يُعرَفان بأنّهما من روّاد تجديد المجتمع المدني في لبنان منذ مطلع الثمانينات.

خبير في استراتيجيات العمل المدني وحملات الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة. 
 
أطلق منهجيات مبسّطة وأدوات أولى من نوعها حول الحقوق الاجتماعية - الاقتصادية، مرتكزة على قواعد علمية ابتكر بعضها وعمّمها بنفسه، فكان لها الأثر الأساس في دعم العديد من المجموعات النقابية وآلاف العمال في استعادة حقوقهم.
 
عُرِف بالمُبادِر لإطلاق وتنسيق حملات وطنية ريادية، منذ فترة الحرب الأهلية في لبنان كما في مطلع مرحلة السِّلم، وذلك لقضايا جذرية، من أجل إعادة توحيد نقابتي المعلمين في لبنان بعد 20 سنة من الانقسام، من أجل قانون لبناني للأحوال الشخصية المدنية، من أجل حقوق العمال، من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، من أجل الحقوق البيئية... 
 
في كتاباته أكثر من 20 عنوانًا، في التاريخ الاقتصادي وبنية الاقتصاد اللبناني والدَّين العام، وفي المقاومة اللاعنفية وفي الحقوق الاجتماعية وحقوق الجمعيات وتنظيم النقابات، وفي عقوبة الإعدام وفي السياسات العالمية الشمولية وفي العنف وطبيعة الإنسان، إلى محاضرات ومقالات وبرامج تدريبية ومواد أكاديمية ونصوص مسرحية وخواطر...
 
بادر إلى إطلاق "سلسلة ترجمات اللاعنف" إلى العربية، وأشرف عليها، وترجم بعضها، فصدر أوّل 16 مرجعًا فيها بدءًا من مطلع التسعينات.
اختار وليد صلَيبي لحياته دور المثقف - المناضل، في سعيٍ منه لبلورة مفاهيم وتحرّكات جذرية، وفي صداقة جميلة مع الشغف والمرح والعمل يومًا بيوم...
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم