الليلُ في بعلبك غيرُهُ في سواها. تتماوجُ من أَزرقه الشفَّاف أَصداءُ سكونٍ ملوَّنةٌ تتناهى من الآلهة بين أَروقة الهياكل غير البعيدة عنّا، فتمتدُّ في السهل ذخيرةً لمواويل الحصادين. والفجرُ في بعلبك مغايرٌ عما في سواها. ينهض من نومه على مهل، يتلمَّظ النقاط العَسَلية الأَخيرة من كأْس الليل، ويستطْلع التلال والقمم حولَه في سهل البقاع، يُهيِّئُها للشمس حين تستيقظُ وتستعدُّ ممتلئةَ العافية للذهاب إِلى أَشغالها عند الصباح.والصباح في "رَبعة" كركلَّا مختلِفٌ بجميع المعاني. فما عاينتُهُ نهايةَ الأُسبوع الماضي كان جنَّةً تختزلُها مزرعةٌ مستطيلةُ الحدود، مربَّعةُ الدورات، مستديرةُ الثمار، استَوْلدها عبد الحليم شجرةً شجرة وفاكهةً فاكهة ومساكبَ خُضَر، فإِذا فيها غنائيات رومنسية من أَنقى ما تهب الطبيعة: السرو اللايلاندي، الصنوبر، الصفصاف، الأَرْز، الحور، الزيتون، المشمش،...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول