" السُّلطَمايسين" والبَولُ المِدرار

تلَقَيتُ دَعوةً كَريمةً لحضور حَفلٍ موسيقي أوَّلَ مِن أمس وحطَّت رِحالُ دَعوَتي، بفضل تخصيصي بمقعد متقدّم لا أستأهلُهُ في صالة قصرِ الأونيسكو، إلى جانِبِ مُواطِنٍ أجنَبيٍ لعلّهُ أحد أركان سفارة أوروبية. لم أتنبَّه لقامةِ هذا الديبلوماسي إلّا عندَما رمقتُ فَردَتَي حذائي الذي انتعلتُهُ خصّيصاً للمناسبة بِنظرةٍ تفقّديّة. غالباً ما يُقلِقُني تدلّي جَواربي "مِن فَوق نازِل"، عبارةٌ دارجةٌ في لغتنا المحكيّة ترسمُ حركة الانسياب أو الترهّل أو السّقوط أو الجَعلَكة من أعلى إلى أسفل. أسوأ ما يمكنُ أن يؤرّقَك ويعكّر صفوَ مزاجِكَ هو تخلّفُ جارِبَيك عن الالتزام بالمهمّةِ الدّقيقةِ التي خُلِقَا من أجلِها، أن يكونا وفيَّين لبطّتَيْ رِجلَيْك فيضمّانهما ضَمّاً مُحكَماً فلا يَفسُدَ مطّاطُهما مِن الأعلى فيتركا الجاربَين متروكَين إلى قدرِهِما يَرسمان تموّجاتٍ بشِعة تُظهرُ من جملة ما تظهرُه...