الأسوأ... معركة بلا بوصلة!

غالباً ما تشكل الانتخابات التشريعية، في الأنظمة الديموقراطية السويّة، أفضل الطبعات والنسخ المجتمعية عن تطوّر خيارات الناس سلباً أو إيجاباً، لأن الانتخابات يُفترض أن تحرّك القعر من قعره في كل دورة لإنتاج طبقة سياسية جديدة. ولكن مع واقع لبنان الراهن، وعلى افتراض مهتز ومشكوك فيه بعمق، إن الانتخابات المقبلة ستحمل الشيء الكثير من المنحى التغييري الجذري الذي يمليه انهيار تاريخي غير مسبوق دمّر كل البنى اللبنانية، فلا يمكن كتمان القلق الصاعد من ضياع البوصلة الكبرى للمعركة الانتخابية خصوصاً هذه المرّة، بما سيتسبب حتماً بشرذمة هائلة تضيع معها هويّة المعركة.للمرة الأولى منذ نهاية الوصاية السورية على لبنان والدورات الانتخابية التي أعقبتها، يغيب في الواقع السياسي كما في الاستعدادات لمعظم التحالفات الانتخابية...