الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

مارسيل خليفة يُسقِط ورقة التوت في بعلبك... عندما يُقيّد الابداع بالشكليات

محمود فقيه
محمود فقيه mahmoudfaqih
مارسيل خليفة يُسقِط ورقة التوت في بعلبك... عندما يُقيّد الابداع بالشكليات
مارسيل خليفة يُسقِط ورقة التوت في بعلبك... عندما يُقيّد الابداع بالشكليات
A+ A-

لم يقلل الفنان مارسيل خليفة من شأن النشيد الوطني اللبناني في بعلبك. تسللت فرقة الأوركسترا الوطنية ليل الخامس من تموز إلى معبد جوبيتر بهدوء، قبل أن يدخل المايسترو لبنان بعلبكي والفنان مارسيل خليفة ونجله عازف البيانو رامي. لا شك أن افتتاح المهرجان بنشيد غير النشيد الوطني شكل علامة استغراب لدى الجمهور. ظنوا لبرهة أن الأمر مجرد "بروفا". وبعد أن أنهى كورال اللويزة بإدارة الأب ​خليل رحمة، تحدث مارسيل واقفاً وأشار إلى "أن إدارة اللجنة طلبت منه أن يفتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ولكنه فضل أن يفتتحه بنشيد مخصص لمدينة بعلبك مستضيفة هذا الحفل". لم يقلل مارسيل خليفة من شأن النشيد، ولم يقُل إنه رفض، بل أشار إلى أنه تكريماً لمدينة الشمس اختار هذا النشيد في الافتتاحية والختام. 


ومارسيل خليفة ليس فناناً استعراضياً، ولم يغيّر اسمه يوماً كي يستسيغه الجمهور، ولم يعمل مع مخرجين ألبسوه ثوباً حسب مخيلتهم. مارسيل ليس إسماً حصرياً لشركة انتاج تقيّد الموقّعين على عقودها. هو أعمق من ذلك، غنّى للوطن ولم يغنّ النشيد الوطني، ولم يغيّر لحناً تبجُّحاً ورياءً.

غنى مارسيل على مدى خمسة عقود تقريباً، أغاني وطنية عن لبنان وفلسطين حفظها العرب عن ظهر قلب. خبّأ هويته في جدران بيت جدته كي لا يسرقها الأعداء واختار وطنه. غنّى لبلال وعلي ومهدي عامل وأحمد العربي، عابراً الجسر في الصبح. غنّى لريتا وخبز أمّه. غنى للشهداء والأرض. وكل أغنية كانت بمثابة نشيد وطني يكفي أن يفتتح حفله بإحداها.

يدفع مارسيل خليفة ثمن شغفه الفني وحبه لبعلبك، التي له فيها أصدقاء مقربون، كالفنان عبد الحليم كركلا والشاعر طلال حيدر. وبعد يومين من المهرجان، أصابته سهام خياره هذا. وكان غياب النشيد عن بداية الحفل مثار جدل على منصات التواصل الاجتماعي. لم يقترف ذنباً شائناً، ولم يتهاون في حب الوطن، وهو ليس بحاجة كي يبرر ذلك، بل في حفل حمل عنوان "تصبحون على وطن"، من المنطقي أن لا يفتتحه بنشيد وطني لوطن ليس موجوداً أصلاً بعدما سلبه لصوص السياسة والسلطة.

وفي حديثه لـ"النهار" قال: "أنا موجود في عمشيت، وجاهز للاستدعاء إن شاؤوا. نعم، كلّنا للوطن ولكن فليعيدوا لنا الوطن... بيئتنا دمّرت وأولادنا هاجروا، حين يعودون سيكون لنا وطن وسنكون كلنا للوطن". وأضاف: "حين بدأ الرصاص، اقتُلعنا من قرانا وقبعنا في المجهول، فكتبنا موسيقى وغنينا، أريد أن أقنع نفسي بوجود ذرّة أمل".

الغريب في الأمر هو الحملة الشرسة التي شنها البعض على مارسيل خليفة وكأنه سارق خزينة الدولة، أو هو من دمّر بيروت وسلب خيرات الوطن. ردود فعل لا تليق بأصحابها وعبارات أقل ما يقال فيها أنها خطابُ كراهية.

وفي المقابل آراء أخرى 





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم