الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الحريري لنايلة تويني في حوار شامل: سأواجه مَن يوقف مسيرة التغيير \r\nلنصنع محورنا كلبنانيين وأنا موظف عند كل الطوائف ووالدي معي باستمرار

الحريري لنايلة تويني في حوار شامل: سأواجه مَن يوقف مسيرة التغيير \r\nلنصنع محورنا كلبنانيين وأنا موظف عند كل الطوائف ووالدي معي باستمرار
الحريري لنايلة تويني في حوار شامل: سأواجه مَن يوقف مسيرة التغيير \r\nلنصنع محورنا كلبنانيين وأنا موظف عند كل الطوائف ووالدي معي باستمرار
A+ A-

يبدو الرئيس سعد الحريري مع طلائع "ولايته" الثالثة رئيساً للحكومة كأنه يُقبل على معركة حقيقية. معركة اصلاحية لا يرى أن ثمة مفراً منها لترجمة تنفيذ مقررات "سيدر" ولإنقاذ لبنان من خطر الانهيار ولو أنه مطمئن الى وضع الليرة اللبنانية. نايلة تويني، في إطار حلقات "سعد الحريري حدث النهار"، أجرت مقابلة مسهبة وشاملة ومسجلة لموقع "النهار" مع الرئيس الحريري من خارج القواعد التقليدية، اذ اتسم الحوار بعفوية فائقة وأبحر في مختلف محاور السياسة والاقتصاد والانماء من جهة، وفي نواحٍ شخصية خاصة برئيس الوزراء عشية إحياء الذكرى الرابعة عشرة للرابع عشر من شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري. من هذا الحوار نقتطف مختارات ننشرها عبر صفحات هذا العدد الخاص بالمناسبة.

 كررتَ مرارا القول أخيراً إن من سيقف في وجهك عليه أن يتنحى، فهل سعد الحريري اتخذ خيار المواجهة؟

سأواجه مَن يريد أن يوقف مسيرة الإقتصاد والإنماء والتغيير. لا نستطيع أن نبقى كما نحن على قوانين أعوام الخمسين والستين والسبعين. لا تنقصنا القدرات لنتطور. لدينا العقول والشباب والشابات. ومَن سيقول إنه لا يريد أن التطور فسأواجهه.

 هل هذه طريقة جديدة في المواجهة؟

- نعم، لأنني أرى أن لدينا فرصة ذهبية وأن هناك أملاً كبيراً للشباب والشابات والكبار والصغار. وهناك أشخاص تعذبوا خلال المراحل السابقة وفقدوا الكثير من أعمالهم. والأمل هو لجميع الناس وليس لفريق سياسي أو لطائفة بل للبلد كله. ومَن يريد أن يوقفني على مصالح حزبية فلن أقبل بذلك.

 هل توافق الرأي الذي يقول إن "حزب الله" يفرض أجندته في لبنان؟

- لا شك أن "حزب الله "يحاول فرض بعض الأمور في البلد. مررنا كثيراً بقوى قوية وأخرى ضعيفة، وفي نهاية المطاف، إذا لم يتعاون الناس بعضهم مع بعض فالبلد لا يقوم. اللبنانيون خاضوا سابقاً حرباً أهلية ولكن في النهاية جلسوا حول طاولة واحدة وخرجوا باتفاق الطائف. اليوم، نحن نجلس حول الطاولة ولا أحد يستطيع أن يلغي الآخر. 12 سنة ونحن نختلف ونتشابك، هل أُلغي أحد؟ كل مَن كان موجوداً لا يزال حتى اليوم. أما مَن يريد أخذ البلد إلى محور ما، فإن اللبنانيين يقررون أيّ محور يريدون. في رأيي أن اللبنانيين يريدون إعمار البلد وأن يشهد نمواً. فلنصنع محورنا لا أن نتبع محاور، وليكن محورنا الاعتدال والحوار والاقتصاد والمعرفة. لماذا نتبع المحاور؟ نحن موجودون في كل البلاد التي فيها محاور، أليس الأجدى بنا أن نكون المحور؟

 البعض يقول إنكَ صرت حليف رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل وتخليتََ عن حلفائكَ السابقين؟

- لم أتخلَّ عن حلفائي ولا رئيس الجمهورية تخلّى عن حلفائه، لكن أنا وهو أخذنا القرار، بأننا إذا أردنا أن نقوم بهذا البلد فالأمر يحتاج الى توافق بيننا، وطبعاً رئيس مجلس النواب أيضاً، وإلاّ سيتعطل البلد. الأساس في السلطة التنفيذية هو بين رئيسي الجمهورية والحكومة، وإذا تعطلت هذه العلاقة لا يتقدم البلد، ولاحظنا في السابق عندما تعطلت هذه العلاقة ماذا حصل في البلد.

الناس بتحب تحكي. الموضوع مش موضوع سعد، بل موضوع البلد. هل بدنا نمشّي البلد أو لا؟ البلد لا يسير على هوى سعد أو رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس النواب أو "حزب الله". البلد اليوم في وضع اقتصادي محروق وهناك حلول واضحة في مؤتمر "سيدر" وعلينا أن ننفّذها، ولكي يسير الأمر فهو يحتاج الى توافق بيني وبين رئيس الجمهورية وبقية الأفرقاء.

 لكن هناك فريقاً عرقل تأليف الحكومة لمدة 9 أشهر، فهل كان هناك تحدٍّ سياسي من سنّة 8 آذار في وجه سعد الحريري؟

- ممكن، لكنهم فهموني.

 ما الفرق بين عبد الرحيم مراد وابنه؟

- أنا أخذت القرار. النواب الستة لم يأتوا خلال مرحلة التشاور بعضهم مع بعض، ولم يزوروني معاً أو يتصلوا بي، ولم يعلنوا حينها أن هناك مطلباً لهم وفي النهاية أطلّوا بهذه القصة ووصلنا إلى حلول. والحلول تقوم على مبدأ: "بدنا ناكل عنب وما بدنا نقتل الناطور".

 دائما تعود أنت وتخرج بالحلّ لتخلّص لبنان؟

- طبعا. شو بدّي خلِّص حالي؟ بدّي خلِّص لبنان، وأريد الحلول ويجب عدم الوقوف عند هذه الأمور. أستغرب أحيانا كيف يقف الناس عند أمور سياسية لا تقدم ولا تؤخر. وهذا سبب وقفتي.

 أنت قريب أكثر من الرئيس عون الثمانيني أم من الوزير باسيل القريب من عمرك؟

- قريب من كلّ الناس ولديّ علاقة مميزة مع الرئيس ومع جبران، لكن أيضاً لديّ علاقة مميزة مع وليد جنبلاط والرئيس بري. وهناك مواقف كثيرة سواء أنا أخذتها أو الرئيس بري، ونكون "زعلانين" مع بعض، لكن عندما نلتقي كل شي يزول. والأمر نفسه مع وليد بك.

 لم نشعر أن الأمور سارت على ما يرام مع جنبلاط؟

- لا، مشي الحال. غيمة ومرقت ومشي الحال.

 ألا تتفهم مخاوف وليد جنبلاط؟

- بالعكس، أنا أكثر الذين يتفهمون مخاوفه، وعتبي أن جنبلاط لا يعرف كم أنا معه. والأمور انحلّت.

 ماذا عن "القوات اللبنانية" أخذت 4 وزراء بدلاً من 5، كيف وافقت على أن تُنقص حصتها؟

- فلنكن واضحين. هناك نتائج الانتخابات النيابية. والحصص ترتبط بالتوافق السياسي. أما هذا يريد 5 وزارات وآخر 10 وزارات، فلا شيء في الدستور يتحدث عن ذلك، بل هناك رئيس حكومة يرى بالتعاون مع رئيس الجمهورية كيف يؤلف الحكومة.

في حكومة الرئيس تمام سلام لم يكن لدى حزب الكتائب اللبنانية حجم "القوات اللبنانية" وأخذوا حينها 3 وزراء. وفي مرحلة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011، أخذ التيار الوطني الحر 10 وزارات، فعلى أي أساس كان ذلك؟

ليس هناك من ميزان يحدد الأمر، لكن هناك ناس تقول نريد وضع معايير. لا حبيبي، أنا رئيس الحكومة، وأنا مَن يحدد المعايير وليس أي أحد آخر. المعيار هو معيار سياسي.

 كيف علاقتك اليوم بـ"الحكيم"؟

- ممتازة ومتفاهمين.

 بماذا تجاوب الذين قالوا إن سعد الحريري يُبعد الصقور من صفوفه؟

- سعد الحريري يأخذ القرار بيده هذه المرة. والحريري لا يسمح لأحد بأن يتدخل في القرارات التي أريد أن أخذها. والحريري قال لنفسه كفى، تعلمت بما فيه الكفاية وأخذت النصائح من الذين هم معي، ففي النهاية دائماً تقع المسؤولية عليّ أنا. وأيّ واحد يتحدث أنا أتحمل المسؤولية عنه. لذلك أخذت القرار. وبالعكس، لم يذهب الصقور، لا يزالون يجلسون حولي وإلى جانبي وفي أيّ لحظة أستشيرهم ولا أتخلى عنهم. و"في صقور مختبئين ومش مطلّعينهم بعد".

 مفاجآت يومياً، آخرها وزيرة الداخلية ريا الحسن؟

- هذه لحظة أنا فخور فيها بقرار أخذته أنا. عند تأليف الحكومة لا يكون الشخص وحده بل يطرح الأسماء وهناك أشخاص يوافقون وآخرون يعارضون، وفريقي الذي أستشيره صغير.

 ما تعليقك على أن بعض الوزراء وضعوا استقالاتهم في عهدة رئيس تيارهم وهل يفعلها الحريري مع وزرائه؟

- (يضحك) أي ورقة لا تقدَّم إلى رئيس الحكومة أعتبر أنها غير دستورية وغير قانونية. الاستقالة تقدَّم إلى الرئيس الحريري، رئيس الحكومة، ونقطة على السطر. وأنا لن أفعلها. عام 2006 هناك وزراء استقالوا وتم رفض استقالتهم، وبالتالي مهما قدمت استقالات يمكن أن أرفضها. وموضوع الاستقالات داخل الأحزاب "ما بيسوى شي".

 هل سيكون حلٌّ جدّي لأزمة اللاجئين السوريين؟

- نسمع الكثير من الكلام، الحل بأن يعودوا إلى سوريا لا يختلف اثنان عليه. المشكلة أن المجتمع الدولي ونحن كلبنانيين لن نرسل النازحين إلى سوريا وهم هاربون من القتل هناك، فهذه مسؤولية على لبنان كدولة وعلى المجتمع الدولي. هناك عمل لدى الروس لكيفية عودتهم بشكل آمن وأن يعيشوا بكرامة في سوريا. هل هناك من لبناني قادر على تحمل مسؤولية إرسال النازحين إلى سوريا ليتمّ ذبحهم؟ عاش لبنان حرباً أهلية وهاجر الكثير من اللبنانيين فهل هناك من شعب أو دولة طردهم؟

هل هم عبء على لبنان؟ نعم إنهم عبء كبير، لكن هل هم سبب المشكلة الاقتصادية؟ لا، ليس هم، بل إنهم جزء من ذلك، فيما السبب الأكبر نتحمله نحن بأن نغيّر القوانين ونطور أنفسنا ويكون لدينا كهرباء واتصالات وفرص عمل.

 الكهرباء في منزلك من المولّد أم الدولة؟ وهل من المعقول أننا نتحدث عن هذه الأزمة منذ سنوات؟

عندي الاثنان أيضاً. نعم نقرأ عنها في الخمسينات. المشكلة أن الخلافات السياسية تؤدي إلى ضرب مصلحة المواطن ويجب أن نفهم أن هذه الخلافات السياسية إذا لم يتم تحييدها عن مستلزمات المواطن فستبقى هناك مشكلة.

منذ انتخاب الرئيس ميشال عون أصبنا في ملفات عدة عندما كان هناك توافق كامل، لكن عندما اختلفنا ما عملنا شي.

 هل تعد الناس بالكهرباء 24 على 24 على أيام سعد الحريري؟

- بإذن الله، هذا عملي واذا فشلت فسأقول إنني فشلت، لكن باتت لدينا خطة والقطاع الخاص جاهز وكل الشركات الكبرى العالمية جاهزة لتأتي وكل ما علينا أن نقوم به أن نسرع ونعمل صحّ.

 ماذا عن الانترنت البطيء، ما الخطة خصوصا أنك تحب التكنولوجيا؟

- تحسن وضع الانترنت في اماكن عدة، وعلينا إنهاء مشروع "الفايبر أوبتيك" في كل لبنان ونطوّر شبكات الاتصالات الخليوية التي تقدمنا في العمل عليها، كما يحتاج "الفايبر أوبتيك" الى سنتين أو 3 ليكون جاهزاً، وأيضاً الخطوط الثابتة ستكون خلال سنة أو سنة ونصف سنة متوفرة لكل مواطن في كل المناطق ونريدها أن تكون "دي اس ال" و"فايبر أوبتيك". هذا من أهم القطاعات التي أعمل عليها وحصل فيها إنجازات. قبل ذلك كان هناك خلاف ولم ننجز، لكن خلال السنتين ونصف السنة السابقة صُرفت أموال كثيرة على شبكة الاتصالات وسنرى التحسن خلال هذا العام وفي العام 2020 ستكون الشبكة في كل لبنان.

 الناس خائفون على الليرة اللبنانية والوضع الاقتصادي. ماذا تقول لهم!

- لا خوف على الليرة اللبنانية. قبل تشكيل الحكومة كثر هذا الكلام، واليوم هناك إنجازات سنقوم بها. اسمعوا إلى تصنيف "موديز" بعد تأليف الحكومة، واسمعوا إلى المؤسسات المالية الكبرى وإذا نحن بدأنا تنفيذ إصلاحات "سيدر" فسيكسب البلد ثقة ويبقي المستثمر أمواله في البلد.

لست خائفاً على البلد، لكن أخشى من تطور إقليمي لا أعرف أين ومتى، لا سمح الله، وأخشى الخلاف السياسي الداخلي الذي يؤدي إلى ضرب الاقتصاد.

ليس هناك خوف على الليرة، ولو امتد الخلاف السياسي ولم تتألف الحكومة ونضع الموازنة والاصلاحات فهذا كان سيضرب الاقتصاد.

 ما هو اول مشروع للحريري في ولاية حكومته الجديدة؟

- الموازنة مع الإصلاحات والكهرباء. سترون جلستين أو 3 جلسات في الأسبوع وستنعقد لجان كثيرة، لننتهي. "راح جنّنهم بالشغل وما خلّيهم يناموا". إلى العمل وبدأ العمل.

 هل تعتبر أن "بيت الوسط" ثقل عليك؟

- لا، ليس ثقلا، بيت الوسط أنا، وأنا أؤمن بالاعتدال وبأن الأوطان لا تبنى إلا بالاعتدال، أما التطرف فهو عدوّ أيّ تطور.

 ألا تشعر أحياناً بأنكَ تريد الاستسلام؟

- لا. أشعر في بعض الأيام بأنني تعِب، وأحياناً أود أن أصرخ، لكن أظن أن الصراخ لا يسمعه أحد وهذا البلد لا يُحكم إلاّ بالصبر وتقبُّل الاخر حتى لو عذّبه.

أن يكون الشخص حزيناً ومحبطاً طول الوقت، يعني أنه يدمّر نفسه. التفاؤل يسمح لنا بالنشاط الايجابي.

 كثيرون فقدوا الثقة بسعد الحريري، كيف ستعيد الثقة؟

- الخلافات السياسية أدّت إلى ضعضعة ثقة الناس بالدولة. أما الذين فقدوا الثقة بسعد الحريري فأقول لهم: سعد لم يتغيّر بل هو نفسه الذي جاء عام 2005 ليكمل مشوار رفيق الحريري مع الناس، بل المنطقة تغيّرت والسياسة أيضاً وعدنا في أماكن إلى الوراء في وقت أتطلع فيه إلى الأمام، يجب ألاّ يبقى الشخص مكانه ولا يرى ما يجري في المنطقة ويحيد لبنان عن المشاكل، ولولا ذلك لكان لبنان مثل الدول الأخرى التي أصيبت.

بالتأكيد إن آمال الناس كبيرة، في أنه بعد 14 آذار الذي كان يوماً تاريخياً ينتفض لبنان ويرى نفسه يدير نفسه من دون أي وصاية أو تدخلات وهذا ما نحب أن نصل إليه. اصطدمنا بوقائع عنيفة ووقائع المنطقة التي قسمت البلد وحالياً نخرج منها.

 كيف ستواجه الفساد؟

- بالنسبة إليَّ، هذا من أهم الملفات ومَن يريد ان يصطدم بي فأهلاً وسهلاً به، لن أرحم أحداً. كل الأفرقاء أعطوا كلمتهم في الموضوع. ومَن سيخرج عن كلمته فسأسمّيه.

 قال الشيخ محمد بن راشد في كتابه إنه كان يتمنى أن تكون دبي مثل بيروت. ألم يوجعك هذا الكلام؟

- بالعكس، أنه يظهر ما لدينا وكم نحن قادرون على العمل. أكيد هناك فرص ضاعت ولكن لا يعني أننا لا نستطيع أن نعوّض. الشيخ محمد بن راشد من الناس الذين يعرفون لبنان أكثر من بعض اللبنانيين وكلامه يؤثر لكن لا يعني أننا غير قادرين على أن نعيد البلد. لدينا القدرة وهناك طاقات شبابية، لكن هناك وجع للناس وقلق عند الناس. قهري هو بسبب إضاعة الفرص. التفاؤل أن هناك فرصة حالياً.

 ماذا عن زحمة السير وتلوث الهواء والنفايات ومشروع المحارق؟

- أنا أيضا أعيش زحمة السير، وفي باريس أيضاً في وقت الذروة يحتاج الشخص إلى ساعتين أو ثلاث ساعات ليصل إلى المكان المقصود. ليس هناك من بلد لا زحمة فيه. مشكلتنا تكمن في غياب النقل المشترك. في "سيدر" هناك مشروع بـ50 مليون دولار لهذا الامر، وبدأنا بالدراسات مع منظمات عدة لحلّ المشاكل.

بالنسبة إلى الهواء، نعم هناك مشاكل لكن لا يعني ذلك أن الحياة قد انتهت بل هناك حلول لكل شيء كالنفايات وتلوث الجو.

بالنسبة إلى النفايات والمحارق. لست متمسكا بالمحارق لكني متمسك جداً بعدم إبقاء النفايات على الطرق وبأن يكون هناك حل وألاّ تكون النفايات "طائفية". هناك تفكير بأن بقاء النفايات أمام المنازل ليس مشكلة بل المطمر الصحي هو المشكلة، بأي عقلية ومذهبية نفكر؟ الدولة تأخذ القرار. "خلصنا بقا". كلٌّ يريد التظاهر لأسباب سياسية. لو كانت هناك أسباب تمس بالمحارق لكان توقف العمل بها في كل أوروبا واميركا. لماذا لا يمكننا تطبيقها في لبنان؟

 هل باتت لديك عصا سحرية؟ ماذا تغير؟

- أمور كثيرة يجب تغييرها، لا يمكننا أن نغيّر من دون حوار ونقاش وقبول للآخر. ولو كان معي عصا سحرية لكنت أتيت بالكهرباء والمياه وأزلت التلوث وأيضا أزلت السلاح المتفلت بين الناس. الجيش أصبح أقوى من 5 أو 10 سنين وأيضا قوى الأمن وشعبة المعلومات. ولا نميّز بين الأجهزة. بعض السياسيين يميز بين الجيش وقوى الأمن والأمن العام على أساس أن هذا مسيحي وذاك مسلم، وهذه قمة الغباء، لأن القوى الأمنية كلها بمن فيها أنا، موظفون عند الناس. قائد الجيش موظف عند أصغر سنّي وشيعي في البلد، وقائد قوى الأمن موظف عند أصغر مسيحي أو علوي، وأنا أيضاً موظف عند كل الطوائف.

 في ذكرى استشهاد والدكَ، ما هو حجم الوجع الذي لا يزال ينتابكَ حيال فقدانكَ رفيق الحريري؟

- يستمر فيَّ وسيبقى، لكن هناك أملا في الشباب والشابات وأولادي. الانسان لا يتذكر من الذي استشهد الا الاشياء الحلوة. لا أستطيع أن أتذكر أي لحظة اختلفتُ فيها مع والدي. بل أتذكر اللحظة الحلوة. كان يومياً يحصل اتصال بيني وبينه منذ أن كنت في عملي وحتى في الجامعة وأيضاً أيام سكني في السعودية وهو في بيروت. كلماته التي أتذكرها كثيرة، لكن النظرة هي التي لا تستعاد.

 ماذا تقول له رغم أنه ليس موجوداً؟

- اشتقنالك كإنسان. الواحد يشتاق للي فقده...

 ماذا تقول عن صورتكَ وأنتَ تصافح بشار الاسد يوم زرتَه في دمشق؟

- من الصعب أن يسلّم الشخص على مَن قتل أباه، لكنني قمت بهذا الأمر من أجل بلدي وليس من أجلي. أعتبرها من أصعب اللحظات التي خضتها في حياتي. وشخصياً لم أستفد من هذه المصافحة. وأقول لمَن يلومني على قيامي بهذا الأمر: ماذا استفدت أنا من الأمر سوى أني ذُبحتُ شخصياً. كل ما قمت به هو للبنان والذي استفدنا منه للبنان هو الاعتراف الديبلوماسي بين البلدين وفتح السفارتين، وهذا من أهم الانجازات في رأيي التي حققتها. اللبنانيون فشلوا في فتح السفارات لأن سوريا كان "مسلبطة" على لبنان وأنا أنجزت الموضوع. "اذا مفكرين اني ندمان لا، لأني بوقتها كان عندي قناعة إنو لازم يصير"، وكان هناك ضغط عربي ودولي بفتح صفحة جديدة ومسارات تجاه صلح بين الأسد والاوروبيين والعرب والخليج.

 سعد الحريري هل سنراك مجدداً تصافح بشار الأسد؟

- لا no way.

 هل انتصر الأسد؟

- على مين؟ على المليون رجل الذين تم قتلهم؟ أو العشرة ملايين لاجئ الذين يعيشون خارج سوريا؟

 في لبنان، هناك مواقف كموقف الوزير باسيل للتقرب من نظام الأسد؟

- لا مشكلة لدينا مع الشعب السوري. والجامعة العربية هي التي تقرر هذا المسار. هناك تمنيات لأحزاب بالتقارب وهناك تمنيات معاكسة وأنا في الاتجاه المعاكس. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم