تلوث الهواء... 463 مولّداً في منطقة واحدة عيّنةٌ صغيرة عن واقع مخيف

يبدو أن ما تراه العين يصعب أحياناً أن يترجم بمستندات ووثائق رسمية تعترف بما نستنشقه من تلوث ومواد سامة ومسرطنة. دخان المولدات والمصانع والسيارات في لبنان وآراء الخبراء والمختصين في مجال التلوث والأمراض الصدرية والسرطانية والأبحاث العلمية التي يقودونها في هذا المجال، كفيلة في نقل صورة عن نوعية الهواء في لبنان. عينة صغيرة لمنطقة واحدة في بيروت تكشف حقيقة مخيفة عما نشهده. نحن على معرفة تامة بأن التلوث موجود في لبنان عامة، ولو بنسب متفاوتة بين منطقة وأخرى، على الرغم من غياب الأرقام الرسمية المفروض صدورها من الجهات والوزارات المعنية. المبادرات الفردية التي تقوم بها المراكز والجامعات الكبيرة المشهود لها بدقتها كالجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف، تُظهر نوعية الهواء الذي نتنشقه وربما تفسر نسبة السرطان المتزايدة في لبنان.تتعدد مصادر التلوث، من المصانع الى المولدات والسيارات وغيرها من الانبعاثات السامة ومعامل الزوق والجية وغيرها. وبعدما وصلت نسبة التلوث في بيروت إلى 3 أضعاف الحد الأقصى المسموح به وفق منظمة الصحة العالمية، كشفت منظمة "غرينبيس" في أيلول 2018 نتائج تحليل "غير مسبوق" لبيانات حديثة صادرة عن الأقمار الصناعية في الفترة الممتدة من 1 حزيران الى 31 آب، عن تصنيف مدينة جونيه في المرتبة الـ5 عربياً والـ23 عالمياً من حيث نسبة الغاز الملوث ثاني أوكسيد النيتروجين NO2 في الهواء. من جونيه الى الحمرا، حيث أظهرت الدراسة التي أعدّتها الجامعة الأميركية نسبة الملوثات المسببة للسرطان الصادرة عن المولدات العاملة بالديزل في منطقة الحمرا.قراءة في هذه الوقائع والأرقام كفيلة بنقل واقع التلوث في لبنان. لم نعد...