الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

ماذا احترق في ساحة تروكاديرو

سمير عطاالله
Bookmark
A+ A-
تطل تلة تروكاديرو على موقعين من رموز باريس، برج ايفل وقبة الانفاليد. ومنها أيضاً تتبدى سطوح المدينة ومعالم الضفة اليسرى. وإلى هذه التلة يأتي السياح من أنحاء العالم وكأنهم جميعاً مصورون ماهرون، عرفوا كيف يلتقطون صورة باريس من زاوية شبه كاملة. أما سكان المدينة وأهل الحي فيأتون إلى متعة المشهد كل يوم، يتوزعون مقاهي الساحة، يثرثرون بقايا النهار ويدلفون إلى بقايا المساء.في المقهى الأكثر اطلالاً على لعبة الألوان في لعبة البرج، زاوية شبه خاصة، يحتلّها كارلوس غصن وأصدقاؤه في ساحات الراحة. يشترون الصحف من البائع (اللبناني) القريب وينضوون في الحرفة الباريسية الأزلية: تحليل الأخبار.الانفاليد المذهبة، البرج الطالع، قصر شايو المتأخر عن زمن القصور (القرن التاسع عشر) جزء من مشهد واحد: الابداع. يضيف كارلوس غصن الى ابداع الهندسة العمرانية، عبقرية الهندسة الميكانيكية. لم يعد ما فعله هنري فورد وسيارته الموديل T، يقارن بما حققه هذا الرجل لصناعة السيارات في العالم، في التاريخ.أهينت القيم الاخلاقية في التروكاديرو مرتين: الأولى، عندما أحرقها الرعاع والزعران وصغار الدول الكبرى، والثانية عندما انهالت اليابان بكل الشوفينية الامبراطورية الدفينة والمقنعة بالابتسامات الصفر، على تكسير اسطورة الرجل الذي أنقذ صناعتها الامبراطورية من الزوال.نُقِلَ كارلوس غصن الى زنزانة من دون نافذة، وسُمِحَ له بالاستحمام مرتين فقط في الاسبوع، بدل مرتين في اليوم. واستخدم القضاء الياباني حقه الاقصى في التوقيف الاحتياطي، حيال رجل لن يفر إلى مكان. فهو صاحب وجه معروف في العالم أكثر ألف مرة من امبراطور اليابان ورئيس وزرائها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم