ما ذَنْبُنا إنْ وُلِدْنا في هذا العصر وفي هذا الزّمن، عصر التّكنولوجيا والتّطوّر والمباني الضّخمة والمصانع؟ ما ذنبنا إن ولدنا في زمن كثرت فيه المباني وانعدمت فيه الأشجار والغابات؟ ما ذنبنا، نحن الأطفال، كي لا نرى العالم الذي خلقه الله لنا، بجماله وروعة ألوانه؟ ما ذنبنا كي لا نتنشّق هواء نقيًّا ومنعشاً؟
يومًا بعد يوم، وجيلًا بعد جيل، بتنا لا نرى أمامنا إلّا المباني الضّخمة التي قتلت بعلوّها كلّ ما هو جميل من أشجار ونباتات. وباتت اليوم قرى تشبه مدناً كثيرة، بعدما انتزع ناسها الأشجار من جذورها، وقتلوها.
ما ذنب الأجيال الصّاعدة لتعيش في هذه البيئة الملوّثة؟ وما ذنبها كي تُصابَ بأمراض خطيرة من جرّاء التّلوّث؟! هل يُعقَل أن تكتسحَ هذه الْمُنشآتُ الأشجارَ وتقضي عليها؟!
على الإنسان أن يستيقظ من سُباته ليرى ما جنته يداه من قتلٍ وإجرامٍ بحقّ الطّبيعة وبحقّ الأجيال الصاعدة؛ وأهمّ هذه الحقوق، حقّ العيش في بيئة نظيفة. لقد منح الله هذه الطّبيعة جميع مخلوقاته، على حدٍّ سواء. فليس من حقّ الإنسان أن يدمّر هذه البيئة بأيّة وسيلة. على كلٍّ منّا أن يتحمّل المسؤوليّة، وأن يفكّر بنفسه وبغيره. كذلك على الدّولة أن تهتمّ بالطّبيعة والبيئة. فلا نعمل على تلويثها، بل نساهم في التّشجير وزيادة المساحة الخضراء فيها.
لحماية بلدنا، يجب أن نجعل شعارنا "ازرع ولا تقطع"، وأن نحمل الأرزة الخضراء، ليس في علمنا فحسب، إنما أيضاً في قلوبنا وفي كلّ بقعة من أرضنا، ليتحوّل لبنان جنّة خضراء، غنّاء، تمتزج فيها أصوات العصافير والنّحل بأصوات خرير المياه، فنستعيد لبنان الأخضر الّذي غنّاه وديع الصّافي، وتغزّل به سعيد عقل.
ناتالي حامد
مدرسة الشّويفات الدّوليّة
نبض