الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

داء البلقان

سمير عطاالله
Bookmark
A+ A-
فركبنا كل يومٍ مركباًوذهبنا كل يوم مذهباًامين تقي الدينمن حيث الكل، يقول الأستاذ S.E. FINER ، يبدو النظام الديموقراطي الليبرالي في بريطانيا وسري لانكا ولبنان، واحدا(1). بل أن الديموقراطية الليبرالية أقرب هنا شكلاً الى بريطانيا، منها في الولايات المتحدة والسويد. غير ان العناصر التي تؤلف النظام في الجوهر، مختلفة كلياً. ففي "بلدان مثل سري لانكا أو الفيليبين أو لبنان، يقوم النظام الديموقراطي في صورة اساسية على الصفقات بين المصالح المحلية والطائفية والمناطقية وغيرها".كتب فاينر هذا البحث العام 1973 عندما كانت "سويسرا الشرق" على حافة الانكشاف في حرب أهلية أخرى، هي افظع وأطول حروبها، تاركة لاسرائيل أن تعلن، كونها "الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" هي، وحروبها واحتلالاتها واغتيالاتها في قلب بيروت. أما من حيث المظهر فهي ايضاً ديموقراطية باب اول: احزاب، وصحف، وبرلمان، والحاخام عوفاديا يوسف.بالنسبة الى فاينر ورؤيته للحكم، نحن وسري لانكا والفيليبين، لسنا دولاً ديموقراطية. وكم هي نياته السيئة واضحة عندما يختار ان يضعنا الى جانب بلدين، هما موردنا الاساسي لعاملات المنازل. وإني لأعتذر، بصورة خاصة، من السابحات الفاتنات التي تجر كل منهنَّ رهطاً من الاسيويات، كما كان العبيد يمشون على مسافة خلف سادتهم، وسيداتهم.استخدم فاينر "المساومة" أو الصفقة بمعنى البيع والشراء. أي بلغة السوق المشرقية وروحيتها وفلسفتها الوحيدة، بعيداً من أي قيمة. فقوام الجمهورية الافلاطونية هنا ملخصة جملة واحدة، لا قبلها ولا بعدها: مَن حضر السوق، باع واشترى.البعض يتأفف من أننا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم