ذكِّروا ترامب أن ترومان شطب "يهوديّة" إسرائيل من قرار إنشائها!

يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قرّر شطب قضيّة فلسطين وحقوق شعبها واللّاجئين منه في العالم العربي والعالم الأوسع. ودافعه الأساسي إلى ذلك قد لا يكون إيديولوجيّاً أو مبدئيّاً لأنّه ليس رجل عقائد، ولأن مبدأه الأساسي هو الفوز سواء في قطاع العقارات وتطويرها الذي يعتبر نفسه صاحب خبرة فيه أو في القطاع السياسي بعد دخول البيت الأبيض، رغم أن غالبيّة شعبه وشعوب العالم لا تعتبره رجلاً سياسيّاً أو حتّى ربّما رجل دولة. والدافع على الأرجح الاحتفاظ بتأييد شعبيّته التي تراوح نسبتها بين 35 و40 في المئة، والتي يشكّل الإنجيليّون عصبها الأساسي بل قاعدتها الأكبر. وتأييد هؤلاء لإسرائيل واضح للعيان وهم لا يخفونه لأنّهم لا يخجلون به وفيه. القرار "الشاطب" الأوّل كان نقل السفارة الأميركيّة إلى القدس وتحديداً الشرقيّة أي العربيّة منها مكرِّساً بذلك اعترافه بالقدس الموحّدة "عاصمة أبديّة" لإسرائيل، وهو ما يؤمن به اليمينَيْن الديني القومي فيها وربّما غيرهما أيضاً. والقرار "الشاطب" الثاني كان وقف صرف أميركا مساهمتها الماليّة في "وكالة غوث اللّاجئين الفلسطينيّين" (الأونروا) التي بدأت منذ تأسيسها، أي بعد الاستيلاء على قسم من فلسطين عام 1948 وتأسيس دولة اسرائيل وتهجير الشعب الفلسطيني منه. ومساهمتها هذه كانت سنويّة وربّما كانت الأكبر من كل المساهمات الدوليّة الأخرى.ويأتي...