الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

سراب الروائح الكريهة...ماذا لو كانت تلك الروائح غير موجودة؟

المصدر: "النهار"
A+ A-

من لا يعرف الروائح الكريهة؟ إنها كتلك التي تنبعث من أكوام النفايات التي باتت معضلة مستمرة. ماذا لو كانت حياتك مملؤة بالروائح الكريهة، لكن مع إضافة صغيرة: إنها غير موجودة! بعبارة اخرى، ماذا لو كنت تشم روائح كريهة لا وجود فعلياً لها، بل انها لا تنبعث من أي مصدر آخر سوى مرض مجهول الأسباب؟ 

لا يتعلق الأمر بهلوسة كتلك التي يعانيها المُصابون بالـ"شيزوفرينيا"، بل بعارض نفسي- جسدي يعانيه أشخاص كثيرون، وهم يعلمون أن ما يتشمموه من روائح لا أساس لها. وهناك دراسة ظهرت حديثاً في "مجلة جمعية الأطباء الأميركيين- الرأس والأنف والأذن والحنجرة والعنق"، وثّقت تلك الظاهرة (سمّتها "سراب الروائح الكريهة")، وأكدت وجودها عند قرابة 6.5% من الأميركيين فوق سن الأربعين.

عدم تجاهل هذه الظاهرة

ويلاحظ أنها الدراسة الأولى التي أُجريت على مستوى الولايات المتحدة كلها، بل سعت إلى رصد مدى انتشارها وعوامل الخطورة للإصابة بها. وقادت الدراسة البروفسورة كاثلين باينبريدج التي تعمل في "برنامج الاحصاءات البيولوجية والطب الوبائي" في "المعهد القومي الأميركي للصُم والاضطرابات في التواصل". وفي الدراسة، دقق البحاثة في معطيات طبية عما يزيد على 7400 شخصاً في عمر الأربعين وما فوق، بين عامي 2011 و2014.

ويلاحظ البحاثة أن ظاهرة "سراب الروائح الكريهة" غالباً ما يجري تجاهلها، على رغم أهميتها المرتبطة بتأثيرها على خيارات الطعام والقدرة على تمييز الروائح المنفرة فعلياً والخطيرة كتلك التي تنبعث من الحرائق وتسرب الغاز والأطعمة الفاسدة. وكذلك لاحظوا أن من يعانون ذلك "السراب" تتدهور نوعية الحياة عندهم، ولا يتمكنون من المحافظة مع وزن صحي مناسب لهم. 

وكذلك أشارت الدراسة إلى أن الحال تتحسّن بعد سن الستين، ونسبة النساء اللواتي يعانينها أعلى من الرجال بضعفين. ومع التشديد على غموض مصدر تلك الظاهرة، لفت البحّاثة إلى أن عناصر الخطورة المتصلة بالإصابة بـ"سراب الروائح الكريهة" تشمل الضربات على الرأس والجفاف في الفم وتدهور الصحة البدنية العامة وسوء الحال اقتصادياً واجتماعياً.









الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم