الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

استغلال القاصرات.. الليلة الحمراء تتراوح بين 5 و100 دولار !

عباس صالح
A+ A-

الاستغلال الجنسي لقاصرات من اللاجئات السوريات لا يقتصر على بلد بعينه، بل اصبح ظاهرة نافرة في كل بلدان اللجوء. وقد بات امر هذا النوع من استغلال البشر أشبه بسوق نخاسة يباع فيها الرقيق الابيض، والحكايات في هذا الصدد سلسلة لا تنتهي عند حدود لبنان. الامر الذي يستدعي تحركات حقوقية وسياسية وامنية لوضع حد لهذه الظاهرة.


سلسلة من أخبار الاستغلال الجنسي للقاصرات كان آخرها امس اكتشاف الشكبتين اللتين اوقفت قوة من مكتب حماية الاداب في قوى الامن الداخلي الرؤوس التي تستغل عديدهما من الفتيات السوريات في منتجعات بحرية في منطقتي وادي الزينة في جبل لبنان وكفرعبيدا الشمالية، وقوام الشبكة الاولى التي يديرها سوري مع زوجته اللبنانية اربع فتيات، والثانية مؤلفة من 6 فتيات بينهن قاصرات بعمر الورود.


ضرب وتهديد وتعنيف!


اخطر ما بيّنته التحقيقات الاولية التي حصلت عليها "النهار" ان الفتيات في هاتين الشبكتين تعرضن لأسوأ انواع الاستغلال الجسدي، اذ كن يجبرن على ممارسة الدعارة تحت وطأة التهديدات والضرب المبرح والعنيف من قبل مشغليهن، اضافة الى حجز بطاقات هوياتهن وجوازات السفر الخاصة بهن لكي يتم ضبطهن في اماكن اقاماتهن تلك، ولا يهربن الى أمكنة أخرى ولا سيما في الشوارع العامة وعلى الطرق حيث تنشط شبكات أخرى في الاستغلال الجسدي لهن.
وتشير التحقيقات الاولية الى ان أسعار "الاستغلال" تتفاوت بين فتاة وأخرى كما تتفاوت تبعا للوقت الذي يريده "المشتري" والمكان..الخ، لكن المعدل الوسطي للاسعار هو حوالى مئة دولار اميركي لقضاء "ليلة حمراء"، واللافت ان الفتاة لا تحصل على أي قرش من هذا المدخول بل يذهب كامل المبلغ الى الشبكة المستغلة.


في السياق نفسه..


وللساحات والشوارع العامة ومفارق بعض الطرق في لبنان حكايات أخرى مع لاجئات  يتم تشغيلهن "على عيون الحراس" في ظروف تبدو مختلفة نسبياً عن وضعيات "شبكات المنتجعات" اذ بات معلوما لدى الكثير من عابري تلك الطرق انها امكنة اصطياد الزبائن حيث تتواجد عدد من الفتيات عند بعض المفارق التي باتت معلومة في المناطق اللبنانية كافة، وينتظرن "سيارات الاوتوستوب".
وروى احد العارفين بخبايا هذا الملف لـ"النهار" ان قاصرات يشغلن ويتم استغلالهن بتن اليوم ينافسن "الفنانات الاوروبيات في لبنان" اذ ان "الأسعار" عند فتيات الطريق زهيدة وتقتصر احيانا على بضعة آلاف من الليرات، حتى لو كانت توازي 5 دولارات!
على ان الموقف الاكثر خزياً في هذا الصدد هو موقف آباء البعض من الفتيات اللذين "يبعن" بناتهن، والقاصرات منهن بصورة غير مباشرة، عندما يوافقن على اجراء "زواج براني" كما يوصف، اذ يحضر اي كان الى والد الفتاة وينقده مبلغاً معيناً مقابل موافقته على هذا الزواج، ثم يصطحب الفتاة  حيث "يبيعها" ويشغلها على هواه من دون ان يردعه أحد.
عصابات استغلال البشر التي تستغل المآسي والحروب باتت متعددة ونشطة، الامر الذي يستدعي التحرك  العاجل على المستويات كافة لوضع حد لها!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم