الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ثعبان ضخم بسبعة رؤوس! هنا صورته الحقيقيّة

المصدر: "النهار"
ثعبان ضخم بسبعة رؤوس! هنا صورته الحقيقيّة
ثعبان ضخم بسبعة رؤوس! هنا صورته الحقيقيّة
A+ A-

ثعبان مهيب بسبعة رؤوس. الصورة التقطت له في جبال هندوراس، وفقا لمزاعم، او في الهند وتايلاند، وفقا لأخرى. وذهبت إلى الادعاء بانه تمّ تصوير فيديو له وهو حقيقي، في وقت ربطته تعليقات بنهاية الازمنة والمسيح الدجال.


"نجّنا يا الله. تمّ العثور على هذا الثعبان في جبال‎ هندوراس. ويتحدث الكتاب المقدس عن الأفعى بسبعة رؤوس. وبذلك، نرى أن كل ما هو مكتوب يتحقّق. يا رب ارحم أرواحنا"، وفقا للتعليق المرفق بالصورة.  


في التدقيق، يتبيّن ان الصورة قديمة لظهورها ابتداء من عام 2012 على وسائل التواصل الاجتماعي. واحيانا يظهر فيها الثعبان نفسه، ولكن بثلاثة رؤوس بدلا من سبعة، وحتى في دورة كاملة من الرؤوس في صور اخرى. تشكيلة من الرؤوس... وفقا للطلب! 

ومنذ ذلك الحين، يتم تناقل الصورة، بالرؤوس المتعددة... حتى الساعات القليلة الماضية، مع ربطها بعلامات نهاية الازمنة، وفقا لتعليقات. "المسيح الدجال قريب. أيّها المسيحيون احذورا. ثعبان بسبعة رؤوس". "توبوا الآن قبل فوات الاوان". 

ويربط اصحاب نظريات نهاية العالم والمسيح الدجال الصورة بآية محددة في الكتاب المقدس، في محاولة لاضفاء الصدقية عليها. "وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ" (سفر الرؤيا 12: 3).


غير ان هذا الربط ليس في محله، ويشكل تسطيحا للأمور، خصوصا ان هذه الآية، كما كامل سفر الرؤيا، تحمل تفسيرات لاهوتية متعددة، وفقا للعارفين.  


في الكلام الديني ايضا، يمكن ايجاد الافعى المتعددة الرؤوس في الميثولوجيا الهندوسية والبوذية، بحيث تُنسَب اليها قدرات سحرية. وفي المعابد البوذية الكمبودية، ثمة تماثيل لأفاع بسبعة رؤوس، وهي ترمز الى الحماية.  

من جهة اخرى، يشكّل "تعدد الرؤوس" ظاهرة استثنائية لدى أصناف عدة من الحيوانات، مع الاشارة الى انها اكثر شيوعا لدى الافاعي والسلاحف. قد يكون جسم واحد برأسين، وفقا لما أمكن تسجيله في العالم، او بثلاثة رؤوس حدا اقصى في حالات نادرة للغاية.  


عند الانسان، يبقى التوأم ذو الرأسين من الحالات النادرة جدا في العالم، وهو عبارة عن جسد واحد برأسين. ولكون هذه الظاهرة غير اعتيادية عند الانسان والحيوان، تصبح موضوعًا مثيرا في الأخبار.  


لقطع الطريق على ربط الصورة باي شروح دينيّة في غير محلها، تحسم الصورة الاصلية للافعى الجدل، وهي منتشرة على الانترنت: الافعى برأس واحد فقط. وتأكيدا للتلاعب، امكن ايجادها ايضا برؤوس ثلاثة واكثر... وأفعى بدورة كاملة من الرؤوس! وبالنسبة الى الفيديو المزعوم، فهو ليس موجودا، وفقا لما يخلص اليه البحث. ويقود النقر على روابط تزعم وجوده، الى صفحات اعلانية وغيرها.  


منذ انتشار صورة الافعى، برؤوسها الثلاثة او السبعة... نبّه العديد الى هذا التلاعب على مر الاعوام، من دون جدوى. ومع اعادة تناقل الصورة اخيرا واعطائها بعدا دينيا، كان لا بد من التنبيه مجددا الى زيفها.  





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم