أدوية السرطان متوافرة والشركات ملتزمة تأمينها... ولكن!

تشير آخر الدراسات الى أن لبنان يحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث نسبة الاصابة بمرض السرطان، وهو أمر غير مستغرب في بلد وصلت فيه نسبة التلوث الى معدلات غير مسبوقة، إذ احتل المرتبة 67 من اصل 180 بلداً حيال الأداء البيئي. لن نخوض في الاسباب التي جعلت لبنان يتبوأ هذه المراكز، وهي كثيرة، لكن السؤال: هل تؤمن الحكومة تكلفة العلاج اللازم للمصابين، خصوصا أولئك الذين لا يستفيدون من أي جهة ضامنة ولا تسمح أحوالهم المادية بتلقي العلاج؟ بلغت الاعتمادات المخصصة للادوية في موازنة 2018 نحو 158 مليار ليرة، بعد اضافة نحو 9 مليارات و25 مليون ليرة لشراء دواء Soliris لسبعة مرضى يعانون مرضا محددا، وهو مبلغ لا يسمن ولا يغني عن جوع، خصوصا في ظل تزايد اعداد مرضى السرطان والامراض المزمنة، فيما موازنة الادوية لم ترتفع نسبياً منذ اكثر من عشر سنوات. وفي وقت يضاف سنويا نحو 7 آلاف مريض يستفيدون من ادوية الامراض المزمنة، يبلغ عدد المستفيدين الاجمالي على نفقة وزارة الصحة نحو 25 ألفا، أي أن عدد هؤلاء المرضى يرتفع بنسبة %20، فيما الموازنة المخصصة لدوائهم ترتفع بنسبة %2 فقط. هذه الارقام سبق لوزير الصحة غسان حاصباني أن عرضها في مؤتمر صحافي كشف مدى استهتار الدولة بصحة المواطنين أو بالأحرى "استهداف وزارة الصحة" خصوصا إذا ما علمنا أن حاصباني طلب مرات عدة زيادة الاعتمادات المخصصة للدواء، إلا ان مجلس الوزراء لم يؤمنها. ولكن في الجلسة الاخيرة للمجلس...