اشترِك في نشرتنا الإخبارية
نادين نجيم وعابد فهد "قصّة كبيرة"
بدا #عابد_فهد مرتبكاً في البداية، يُذكّر بشخصية أخرى. مرّت الحلقات وراح يتألّق. كاراكتير درامي مختلف، لا تجده كلّ يومٍ في مسلسل. يُشكّل في دور جابر سلطان، مع #نادين_نجيم في دور أميرة بو مصلح ثنائية رمضانية فريدة. "طريق" (القصة لنجيب محفوظ، إخراج رشا شربتجي، "أم تي في"، "أم بي سي")، حين انطلق، قرّر فوراً تعديل مساراته. قَلَب الأدوار، وإذا بالمحامية الجميلة تُبادر إلى التقرُّب من راعي الأغنام، طيّب القلب، المكسور من الداخل حتى تصبح زوجته.
امرأة ورجل يلتقيان من خارج إشارات الزمن، كلاهما يبحث عن اكتماله. شخصيتان تحاولان الابتسام للقدر، لكنّه دائماً عابس. جابر سلطان يكاد أن يكون الكاراكتير الرمضاني الوحيد المختلف جداً. تُكمّله أميرة بشخصيتها، بما تحاول إخفاءه ومحوه من الذاكرة. مصير الشخصيتين الشفاء من الماضي. أميرة من فقرها وتعب المسؤولية وجابر من عادة الآخرين طعنه في ظهره. يلتقيان على طريق ترسم أميرة بدايتها، من دون أن تدري أشكال النهاية المُنتَظرة.
نادين نجيم أمينة للبساطة، جميلةُ التماهي مع دور أميرة، المُراهنة على العقل بعدما خذلها القلب في محاولة سابقة. لم تكلّفها الحياة خسائر معنوية فحسب، بل تركت تشوّهات على جبينها ويدها. تُمسك التفاصيل ولا تتنازل عنها: الكفّ الأسود في يدها الموجوعة، شعرها المُسرّح على هيئة واحدة، تواضع ملابسها، وأحلامها المُعلّقة. لا تترك للخارج اتّخاذ شكل الداخل. تُبقيهما على مسافة. فالأحمال ثقيلة تحتاج امرأة صلبة، فتلفحها العواصف ولا ترمي أوراقها.
أمامها جابر سلطان. هذا الرجل "قصّة كبيرة". نرجيلته تتكلّم، وأزياؤه كاراكتير. ماهر في دور راعي الأغنام، لا تخذله ملامحه ولا مصطلحاته. تطلّب الأمر وقتاً لتقبُّل انجرافه إلى باطن الشخصية. هو الآخر يبحث عن طريقه. "درويش" باللغة المحكية. اختزال موفّق لرجل تكلّفه طيبة القلب غالياً. ثنائية فهد- نجيم مُتجدّدة، كأنّها للمرة الأولى. أداء "مُبكّل".
Twitter: @abdallah_fatima
