قضيّة الجاسوس الروسي سكريبال: لندن تهدّد بردّ "حازم" في حال "ضلوع دولة" في تسميمه

هدّد وزير الخارجية البريطاني #بوريس_جونسون بان #لندن سترد "بحزم"، في حال تبين ان دولة تقف وراء تسميم عميل مزدوج روسي سابق.

وعثر على #سيرغي_سكريبال، وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، فاقدا الوعي مع ابنته يوليا في مدينة #سالزبوري جنوب غرب انكلترا الاحد.

ويخضع الرجل وابنته، اللذان تم العثور عليهما على مقعد امام مركز للتسوق، لعلاج من "تعرض مشتبه به لمادة مجهولة". وهما حالياً في حالة حرجة في مستشفى في المنطقة. 

وأكد جونسون للبرلمانيين أنه من المبكر تحديد سبب الحادث "المقلق" الذي تسبب باطلاق تحذير امني كبير في المدينة المعتادة الهدوء.
إلا أنه اشار الى تسمم العميل الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن بمادة البولونيوم المشعة في لندن العام 2006. 

وقال: "أؤكد للمجلس أنه في حال ظهرت أدلة تشير الى مسؤولية دولة، فإن حكومة جلالتها سترد في شكل مناسب وحازم".
وأضاف: "رغم أنني لا اوجه اصابع الاتهام الى اية جهة الآن، فإنني اقول للحكومات حول العالم أنه لن تمر اية محاولة لقتل شخص بريء على الاراضي البريطانية من دون عقاب". 

وذكرت الشرطة في وقت سابق ان عدداً من العاملين الطبيين احتاجوا الى فحص طبي بعد الحادث، وان احدهم لا يزال في المستشفى.
إلا أنهم أكدوا ان لا خطر على عامة الناس. 

ولا تزال الشرطة تغلق المنطقة التي عثر فيها على سكريبال وابنته البالغة 33 عاماً. كذلك، تم اغلاق مطعم في الشارع المجاور "احتياطا".

ويساعد متخصصون من وحدة مكافحة الارهاب في الشرطة، في التحقيق.

واعادت هذه الحادثة الى الاذهان حادث مقتل ليتفيننكو بمادة البولونيوم المشعة وضعت له في الشاي في لندن. 

العام 2016، قال تحقيق بريطاني ان عملية القتل "ربما حدثت بموافقة" بوتين. وحددت اندري لوغوفوي وديمتري كوفتون مشتبها فيهما رئيسيين.

وتسبب الحادث بازمة ديبلوماسية بين لندن وموسكو. لكن بعدما تحسنت العلاقات بين البلدين، عاد التوتر مجدداً بسبب اتهامات بشن روسيا هجمات معلوماتية على الغرب.

وقال توم توغيندات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، ان الادلة تشير الى ضلوع روسي في حادث سالزبوري.
الا انه قال ان "من المبكر تحديد ما اذا كان ذلك مؤكدا ام لا، لكنه بالتأكيد يحمل بصمات هجوم روسي". 

العام 2006، حكم على سكريبال بالسجن 13 عاماً في روسيا، لكشفه اسماء عملاء مخابرات روس لجهاز الاستخبارات البريطاني "ام اي 6". وحصل يومذاك على عفو، وتوجه الى بريطانيا في اطار عملية تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة العام 2010. 

وتصدر خبر اصابته بالتسمم عناوين الصحف البريطانية اليوم، بحيث ذكرت صحيفة "ديلي ميل" ان سكريبال ربما كان هدف "ضربة" انتقامية من زملائه السابقين. وذكرت ارملة ليتفيننكو، وتدعى مارينا، لصحيفة "ذا تايمز"، ان صور العاملين الطبيين وهم يرتدون بذلات مضادة للمواد السامة "اعادت اليها ذكريات" حادث زوجها الراحل. 

وقال وليام برادر، مدير صندوق بريطاني للتحوط ترأس حملة ضد الكرملين بعد مقتل موظفه السابق سيرغي ماغنتسكي، اثناء احتجازه في روسيا، ان "الاشتباه الاول" هو ان موسكو ضالعة في الحادثة.
وصرح لوكالة "فرانس برس": "كان الكرملين يعتبر هذا الرجل خائنا لروسيا". 

واضاف: "لهم تاريخ في الاغتيالات في روسيا والخارج. ولهم تاريخ في استخدام المواد السامة، بما في ذلك في بريطانيا".

وفي تعليق على تقارير اعلامية عن قضية سكريبال، قال اندري لوغوفوي، احد كبار المشتبه فيهم في قضية ليتفيننكو والنائب في البرلمان الروسي إن بريطانيا: "تعاني الرهاب". وقد يستخدم الحادث لالحاق الاذى بروسيا قبل الانتخابات الرئاسية في 18 آذار المقبل.

وقال لوغوفوي لوكالة "انترفاكس": "بسبب الانتخابات الرئاسية وعملياتنا في سوريا، قد يتم تحويل وضع سكريبال (عملية) استفزاز معاد لروسيا".