الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

قارورة الأوزاعي "النووية" تشغل السفارات الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية

علي عواضة
علي عواضة
قارورة الأوزاعي "النووية" تشغل السفارات الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية
قارورة الأوزاعي "النووية" تشغل السفارات الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية
A+ A-

انشغل اللبنانيون بالأمس بخبر العثور على "قارورة" على شاطئ الأوزاعي تحتوي موادَّ مشعة. الخبر الذي يعد الأول من نوعه في لبنان، أحدث بلبلة على الصعيد المحلي وتخوّفاً من تسرب إشعاعي قد يكون حصل من القارورة وأثّر على المنطقة وعلى كل من اقترب منها. 

عشرات التحليلات خرجت منذ لحظة الإعلان عن الخبر، وعن طريقة وصول القارورة إلى الشواطئ اللبنانية. وهل هي يتيمة أم سبقتها أخرى إلى الشواطئ اللبنانية. وما هي استعمالاتها ومدى خطورتها في حال ثبت خروج مواد مشعّة منها؟

أسئلة كثيرة شغلت الرأي العام المحلي، خصوصاً بعد إصدار الجيش اللبناني بياناً قال فيه "إنه تم العثور على قارورة حديدية مكتوب عليها باللغة الأجنبية، تشير إلى احتوائها على مواد مشعة. وعلى الأثر فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول المكان، كما حضرت مجموعة من فوج الهندسة وتم ابلاغ الهيئة الوطنية للطاقة الذرية، ليصار إلى الكشف عليها والتحقق من محتوياتها. ليصدر بعدها المكتب الإعلامي في وزارة البيئة بياناً قال فيه "إن هكذا نوع من المواد يمكن احتواء خطره ولا داعي للهلع".

وفي اتصال لـ"النهار" مع مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي، شرح طبيعة القارورة، نافياً كل التحذيرات التي قالت إن كل شخص تعرض لها يحتاج إلى الفحوصات الفورية، كون القارورة لم يتم كسرها أو العبث بها، والفرق الهندسية عملت بطريقة حرفية مع الوضع، والموضوع أخذ اهتماماً كبيراً من قبل السفارات الأجنبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف نصولي أن القارورة مدرعة، ما يمنع خروج مواد مشعة خطرة منها، ويمنع التلوث النووي، وهي تستعمل في الصناعات النفطية. وقد جاءت من خارج لبنان وهي تحمل باليد من قبل الاختصاصيين، ولا تشكل أي خطر، إذا ما بقيت على هذه الحال، مطمئناً "يمكنني أن أضعها في مكتبي لـ 6 أشهر متتالية".

لا داعي للخوف

وأكد نصولي أنه من الناحية التقنية لا داعي للخوف، ولكن السؤال كيف وصلت هذه القارورة إلى الشاطئ اللبناني؟ فهذه المرة مرت على خير، وكشفت عليها الأجهزة المختصة، ولكن في المرات المقبلة، إذا وقعت في أيدٍ إرهابية وأحسنت استعمالها، قد تحدث كارثة بكل ما للكلمة من معنى، وعلى الأجهزة الأمنية الإسراع بالكشف عن مصدر القارورة".

بدوره قال د. إيلي عيد، أستاذ مادة الفيزياء في الجامعة اللبنانية، إن القارورة تحتوي على إشعاعات gama وbeta وalfa، ولا داعي للقلق، لكون الكمية المنبعثة من اشعاعات الـgama لا تشكل خطراً.

وشرح عيد أن اشعاعات gama، هي اشعاعات موجودة ايضاً في الطاقة الشمسية، لذلك يحذر من التعرض لأشعة الشمس في فصل الصيف لفترات طويلة، بينما اشعاعات alfa لا تؤثر على الجسم كما قال البعض. وعادة تستعمل مثل هذه القارورات وتدفن في أماكن بعيدة عن السكان وعلى عمق معين.

لضرورة اجراء فحوصات

ورأى عيد أنه يفضل أن يتم إجراء فحوصات على الأشخاص الذين تعرفوا إلى القارورة، كذلك يجب معرفة كم من الوقت مر على تواجدها في لبنان، وهل خرجت منها إنبعاثات نووية، وكيف وصلت إلى لبنان؟ فهي ناتجة عن صناعات نووية.

وكان الناشط عماد بزي قد نشر عبر صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك" تعليقاً على العثور على القارورة قال فيه "إن كل من لمس العلبة أو اقترب منها أو كان على تماس مع الماء أو الصخور القريبة منها، هو بحاجة إلى فحوصات فورية،... كم مواطناً وطفلاً لمس العبوة؟ ومن اكتشفها وأبلغ عنها قبل حضور قوى الأمن الداخلي وعزل المكان؟ من الضروري جداً معرفة هذا الأمر لتفادي أي عواقب على صحة المواطنين والعسكريين". 


العبوة تخص شركةGamma Industries . والكارثة أن هناك من فكر باحتمال أن يكون أحد ما قد وضع الملصق عليها لإخافة الناس، هذه أمور لا تحتمل الخفة الصحافية ولا التحليلات في التعاطي معها. 


الدولة اللبنانية بكافة أجهزتها مطالبة الآن وفوراً وبكل السبل المتاحة، بالكشف عن كافة تفاصيل هذه الحادثة بحذافيرها، وبشفافية مطلقة، لأن بيان "لا داعي للخوف"، هو بحد ذاته مثير للقلق والخوف، بل للهلع! ولا يعطي أي تفسير علمي ومنطقي، خصوصاً أن هناك سوابق في صفقات استيراد مواد كهذه ودفنها في مناطق لبنانية أثناء الحرب الأهلية. كما أن لبنان يفتقد إلى الخبرات اللازمة للتعاطي مع أمور مشابهة، وخصوصاً مع حالات تسرب إشعاعي إذا ما فككت العبوة في لبنان. ولا تكفي طمأنة المواطنين في حال كانت العبوة فارغة من الأساس ولا تحمل أي خطر (مع ضرورة الإجابة عن كيفية وصولها إلى لبنان). وليس مقبولاً، بأي شكل من الأشكال، أن لا يتم التحقيق بالأمر والوصول إلى نتائج حاسمة بأسرع وقت." 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم