الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"نحنا منتعاطى سهر.."\r\n

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
A+ A-

عند السادسة بعد ظهر كل يوم، يبدأ شبان وشابات، بعد يوم عمل طويل وشاق أو بعد يوم إسترخاء، بالتقاطر لمشاهدة الـ"Sunset" من سطح مبنى جريدة "النهار"، او الاستمتاع بالسهر حتى ساعات متأخرة.


مروان يرتاد يومياً الـ"Iris"، وهو أيضاً من المستثمرين في المجال السياحي، يرافقه عدد من الأصدقاء الذين يجتمعون يومياً، "غالباً ما نأتي الى هنا للإستمتاع بوقتنا". يرتشف من كأس الويسكي ويتابع: "نحنا منتعاطى سهر"، يقف الى جانبه صديق، تأثير الكحول بادٍ عليه، يؤكد : "ايه ايه نحنا ما منتعاطى إلا سهر".


مروان وأصدقاؤه من أهم زبائن هذا المكان، لا يقصدونه فقط بهدف التسلية، "حتى في هذا المكان نحن نعمل.. الجميع هنا يعمل بطريقة أو بأخرى .. This Lounge is a Place where we socialize .. هذا المكان للاختلاط بالناس وهو جزء من عملنا وعمل معظم الموجودين هنا".
يرى مروان، وكمعظم الساهرين هنا، ان "الحالة الأمنية يجب أن لا توقفنا عن اكمال حياتنا، فنحن نحترم ما يمرّ به وطننا من مآسٍ وما يمرّ به المواطنون وخسارتهم الا اننا يجب أن نكمل حياتنا". يقاطعه أحد أصدقائه قائلاً "انو في ناس بتموت وناس بتعيش هيْ حال الدني " . اما صديقه الآخر والذي كان يراقب عن كثب تحركات الموجودين حول الطاولة ويستمتع بسيجارته وكأس الفودكا، فيردد: "خلينا ننبسط يمكن بكرا نكون مارقين شي مطرح ويطلع انفجار... نحنا بس منشرب ومنتسلى عالقليلة مش عم نفجر حالنا" .
تعبير "لازم نكمل حياتنا" ردده عدد كبير من الموجودين. بين طاولة وأخرى، هناك صعوبة كبيرة في التحرك خصوصاً عند ولوج عمق مساحة الملهى. يقف الساهرون في ارجاء المكان، يتحادثون مع اصدقائهم الجالسين حول الطاولة أو حتى الطاولات المجاورة.
مجموعة أخرى تجلس حول طاولة مليئة بزجاجات الفودكا، وكؤوس العصير ومشروبات الطاقة، ووعاء مليء بمكعبات الثلج. ياسمين وعلي شابان يقولان أنهما يخصصان ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع للسهر والاستمتاع. ياسمين تحمل في يسارها كأس "Vin Rose"، وفي يمينها سيجارة مرددة: "لا نسهر في مكان واحد، نقصد أمكنة عدة، حتى أن الأماكن التي نقصدها في فصل الشتاء تختلف عن تلك التي نرتادها في الصيف".
صديق ياسمين يقول انه "غالبا ما نخرج كي نقضي وقتاً ممتعاً مع الأصدقاء". وفق حساباته، " ٥٪ من اللبنانيين يقضون اوقاتهم في الحانات .. خليهن يتركونا".
ورداً على سؤال: متى تفضلون البقاء في المنزل على السهر؟، تجيب ياسمين مبتسمة 'اذا كنا تعبانين من سهرة مبارح."
داخل هذا المكان، الفئة العمرية التي ينتمي اليها الرواد لا تقتصر على الشباب. الملفت ان هناك عددا كبيراً من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين الـ40 والـ60.. وحتى الـ70. "


الجميع يحملون الكؤوس، وطبعاً تختلف الأذواق، فهناك من يشرب الفودكا مضيفاً اليها العصير أو مشروب الطاقة، آخرون يحتسون الويسكي، والبعض الآخر وخصوصاً الجنس اللطيف وفئة كبار السن يشربون النبيذ.
في إحدى الزوايا، مجموعة صغيرة من الأصدقاء يستمتعون بوقتهم، ماريا واثنتان من صديقاتها يستمعن الى الفرقة التي تقدم اغان اجنبية، يسهرن مرتين في الاسبوع، "كل اسبوع نأتي الى مثل هذه الامكنة، نادراً ما نتراجع ... الا اذا كانت الحالة الامنية سيئة جدا."


روجيه شاب عشريني، يحمل كاسأ من الويسكي ويعانق حبيبته ويقول: "كل يوم اتي الى هنا مع اصدقائي"، مضيفاً: "اخر همي شو بصير بالبلد... ما عندي هموم ولا شي كل يوم بجي".
وفق مدير الملهى شربل عبود، فان "أكثر من ٨٠٪ من زبائن الملهى يقصدونه أسبوعياً أكثر من مرّة". أما حين يقع حادث أمني فـ"نتخذ الاجراءات اللازمة، أحياناً نغلق المكان أو نفتح لكن نعلم الزبائن اننا لن نقدم العروض الفنية ونحرص على أن يقتصر الأمر على العشاء فقط".


يمضي الجميع اوقاتاً ممتعة تنتهي بـ"فاتورة الاستمتاع". وهذه قصة اخرى، قد تكون تفصيلاً بالنسبة للمتواجدين في هذا الملهى، ممن ادمنوا السهر واحترفوا الفصل بين المتاعب وبين حبهم للحياة، الذي يعبر التعلق بالسهر عن حيّز منه.


ناس المدينة الصاخبة مختلفون في امزجتهم وقدرتهم على الهروب حين يريدون من واقع بشع. الاهم ان في المدينة المتعبة، فسحات مستمرة للعيش والسهر..رغم كل شيء.


 [email protected]


Twitter: @ReineBMoussa

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم