الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بعد جريمة قتل الديبلوماسية البريطانية ريبيكا دايكس... جدلُ حول عمل شركة uber

علي عواضة
علي عواضة
بعد جريمة قتل الديبلوماسية البريطانية ريبيكا دايكس... جدلُ حول عمل شركة uber
بعد جريمة قتل الديبلوماسية البريطانية ريبيكا دايكس... جدلُ حول عمل شركة uber
A+ A-

تسببت حادثة قتل الدبلوماسية البريطانية في بيروت، بحالة من البلبلة في لبنان، لكون الضحية استعملت تطبيق uber للنقل العام قبل أن تُقتل وترمى جثتها على جانب الطريق.


جريمة القتل فتحت الباب مجدداً على طريقة عمل "الشركة"، وهل هي فعلاً آمنة؟ ومن يحق له العمل كسائق لدى شركة uber؟ 

الوصول إلى مكاتب الشركة في لبنان يشبه البحث عن "إبرة في كومة قش"، فلا رقم هاتفياً للشركة على الموقع الخاص بها، وفي حال طلبت أي رقم من زبائن "أوبر" للشركة، فالجواب يكون "ما منعرف شي، منطلب أونلاين"، وتأتي السيارة خلال دقائق. وبعد محاولات عديدة وصلنا إلى مكاتب الشركة وسط بيروت بالقرب من وزارة المالية. صالة فارغة، شاب وفتاة داخل المكتب الخالي حتى من الأثاث، باستثناء بعض الكراسي وقارورة مياه... غرف داخلية يخرج منها شاب عرّف عن نفسه بأنه المسؤول في الفترة المسائية. حاولنا الاستفهام عن بعض القضايا، رفض التعليق، محولاً الأسئلة إلى مكاتب الشركة في دبي، مؤكداً أن لا أرقام هاتفية للشركة، وهي تعمل عبر تطبيق الهاتف فقط.


[[poll id=265]]




وفي بحث صغير عن الشركة، فقد تم توقيفها في عدد من البلدان والمدن العالمية، فيما تواجه دعاوى قضائية منها اثنتان في لبنان. وبحسب نقيب أصحاب شركات التاكسي في لبنان شارل أبو حرب، أكد في حديثه لـ"النهار" أن الشركة تعمل بشكل مخالف لقانون النقل اللبناني، فالقانون فرض على اصحاب المكاتب حصولهم على 10 لوحات عمومية وتسجيل 5 موظفين في الضمان على الأقل، فيما شركة أوبر لا تملك حتى رقم هاتف للتواصل معها، مؤكداً أن نقابة أصحاب شركات التاكسي في لبنان كانت تقدمت بشكويين ضد الشركة، الأولى جزائية والثانية عند قاضي الأمور المستعجلة. 


ونبه أبو حرب من استخدام التطبيق، داعياً المواطنين لإلغائه عن هواتفهم النقالة، خصوصاً أن العديد من الدول قد منعت التطبيق، وهناك دعاوى قضائية بحق الشركة في فرنسا والمانيا، وغيرها من المدن. 

وشرح أبو حرب طريقة عمل الشركة، حيث يمكن لأي شخص أن يعمل في وقت فراغه كسائق ينقل من خلاله الركاب، "ولو كانت الشركة تقوم فعلاً بالتأكد من السائقين لديها، لما كان القاتل حمل التطبيق وعمل كسائق وهو من أصحاب السوابق كما قيل". وشدد أبو حرب على أن نظام الأمان غير متوفر في الشركة، والدعاوى القضائية المرفوعة بحقهم "تم التغاضي عنها"، مطالباً بإعادة تفعيل القضية أو، على الأقل، وضعه تحت المراقبة الحقيقية. فلا يمكن أن يعمل سائقون غير مؤهلين ولهم سوابق في عالم الجرائم، حسب تعبيره".


ما هي uber ؟

هي شركة نقل اميركية متعددة الجنسيات، تأسست عام 2009 مقرها في سان فرانسيسكو كاليفورنيا، تعمل عبر الهواتف الذكية، حيث يتم توجيه سائقين لنقل الركاب. واعتباراً من العام 2016 اصبحت خدمات أوبر متوفرة في أكثر من 450 مدينة حول العام.

ونظراً إلى أن عدد من السائقين الخصوصيين يستخدمون التطبيق لنقل الزبائن، عمدت العديد من الدول إلى منع تلك الشركة من العمل على أراضيها كفرنسا والهند وهولندا، وغيرها من المدن الأوروبية. أما في لبنان فالتطبيق يعمل منذ نحو ثلاث سنوات، إلا أن التطبيق ظهر إلى الواجهة بعد مقتل الدبلوماسية البريطانية.

ومن خلال بحث بسيط عبر مواقع الإنترنت عن الشركة، فالأخبار المتعلقة بالقتل والاغتصاب من قبل سائقي الشركة تتصدر العديد من الصحف العالمية. وقبل أسابيع توصلت الشركة إلى اتفاق مع امرأة رفعت دعوى قضائية ضد الشركة، بعدما تورط سائق في اغتصابها .وكشف ملف في محكمة اتحادية أميركية، أن مسؤولين من شركة "أوبر" في الولايات المتحدة حصلوا على سجلات طبية تخص الضحية التي تعرضت للاغتصاب، من دون وجه حق. وجرت إدانة سائق أوبر بالاغتصاب الذي وقع في دلهي، سنة 2014، في قضية جنائية في الهند، وحكم على السائق بالسجن مدى الحياة في 2015.

وجهة نظر أخرى للشركة يتحدث عنها زياد، وهو أحد زبائن الشركة، فيؤكد أن عامل الأمان متوفر لدى الشركة، فتصل مواصفات السائق الى الهاتف قبل الصعود إلى السيارة، كذلك جميع التعليقات عليه من قبل زبائن آخرين (مثلاً كم رحلة قام بها السائق، وصورته ولوحة السيارة) وفي آخر الرحلة يطلب من الزبون تقييم الرحلة أكانت مريحة ام لا، ويتم الدفع إما عبر بطاقة الائتمان أو نقداً.

وفي ظل التطور التكنولوجي، هل يمكن فعلاً منع التطبيق من العمل بطريقة غير قانونية وشرعية، خصوصاً أن الشركة لا تملك سائقين ولا حتى سيارات خاصة بها. وما هي إلا وسيط بين السائق والمواطن.


اقرأ المزيد: القبض على قاتل الديبلوماسية البريطانية... سائق تاكسي أقلّها من الجميّزة حيث كانت تسهر


وكانت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي تمكنت من القاء القبض على قاتل الديبلوماسية البريطانية التي عثر على جثتها على أوتوتستراد المتن السريع صباح السبت الفائت، وقد تبين ان القاتل هو سائق تاكسي لبناني يدعى طارق. ح".

وفي التفاصيل ان طارق كان قد أقلّ ديكس من الجميّزة ليل الجمعة الفائت حيث كانت تسهر، وإنتقل بها من الاشرفية الى أتوتوستراد المتن السريع وهناك حاول الاعتداء عليها، ورمى جثتها بعد ان لف حبلا حول عنقها. واستطاعت شعبة المعلومات أن تلاحق سيارة القاتل الذي اعترف بجريمته، من خلال كاميرات مراقبة مثبتة من قبل وحدة غرفة "التحكم المروري" بين منطقة الاشرفية ونهر الموت". 

الساعات الاخيرة من حياتها القصيرة، كانت ريبيكا قد أمضتها في حانة بالجميزة، تمكنت "النهار" من الحديث مع صاحبها الذي فضّل عدم ذكر اسمه.

سهرت ريبيكا مع مجموعة من أصدقائها في حانة "DEMO" في الجميزة، ويقصد المكان عادة أجانب.

وقال صاحب الحانة لـ"النهار" أن ديكس، كانت برفقة مجموعة من الشبان والشابات الأجانب، يراوح عددهم ما بين 4 و 6 أفراد، وغادروا المحل عند الساعة الـ12 منتصف الليل، موضحاً أن العاملين في الحانة في تلك الليلة تعرفوا سريعاً الى الضحية بعد انتشار خبر مقتلها وصورتها وهي مرمية ايضاً على وسائل الاعلام، و"سارعنا الى التواصل مع الأمن لافادتهم بما نملك من معلومات". وقال صاحب الحانة ان المكان ليس فيه كاميرا مراقبة، لكن من المرجح ان قوى الامن استعانت بكاميرات في أمكنة مجاورة لتعقب المسار الذي سلكته سيارة "الاوبر".

وقال مصدر أمني ان السائق له سجل جنائي، مضيفاً انه تبيّن "من خلال التحقيقات الأولية ان الاسباب جنائية بحتة وليست سياسية". وأضاف المصدر في تصريح لـ"رويترز" أن المشتبه فيه اعترف على الفور بالجريمة.


وقال متحدث باسم أوبر في رسالة بالبريد الإلكتروني "لقد أصابنا هذا العمل العنيف الذي يفتقر للمنطق بالفزع. قلوبنا مع الضحية وأسرتها. ونعمل مع السلطات للمساعدة في تحقيقاتها بأي وسيلة قدر استطاعتنا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم