اليوم أول يوم مدرسة، همّت الأم لايقاظ ابنها.الا ان هذه المرة لم يكن الولد وحده متردداً في الذهاب الى المدرسة، فوالدته لم تكن متحمسة أيضاً. ففي ظل الوضعين الأمني والاقتصادي المترديين، بدأ اليوم عام دراسي جديد في بعض المدارس اللبنانية، وقت كان الخوف والقلق يسيطران على كثير من الأهالي.
ككل سنة وفي بداية العام الدراسي، تعلو صرخة الأهالي بسبب غلاء الأقساط والقرطاسية، أما اليوم فزادت الهموم هماً جديداً: "الحالة الأمنية السيئة". "أصعب شي بالحياة انو الولد يضهر من البيت وقلبك يروح معو ويرجع معو"، تقول غادة، أم لثلاثة أولاد. وتشير الوالدة القلقة على أولادها الى أنه عند بداية كل عام دراسي، نصرخ الصرخة عينها في وجه الزيادة على الأقساط والقرطاسية "صار الموضوع تحصيل حاصل". وتضيف ان"الأسعار زادت عن السنة الماضية و"الفلتان"موجود على كل المستويات، إضافة الى الهم الأمني الطاغي على أي هم آخر، فالمسؤولون لا يهتمون لمراقبة الوضع التربوي وأسعار الكتب القرطاسية، حتى الأهل لا يبالون اليوم بها حيث بات لسان حالهم أمن أولادهم".
اجراءات امنية
أصبح الوضع الأمني أولوية، بالنسبة الى غادة والكثير من الأمهات"لا يهمني كل المبالغ التي أدفعها، أريد أن يعيش ابني في امان واستقرار..الهم الأمني أنسانا الغلاء وفظاعة الأسعار".
إضافة الى ارتفاع الأسعار، عادت زحمة السير أسوأ من الأعوام السابقة، فالإجراءات الأمنية المشددة في محيط المدارس زادت من بشاعة الأمر، وقد بلغت الزحمة ذروتها عند خروج التلامذة هذا اليوم. وتؤكد غادة "اننا نتقبل كل تلك الاجراءات الأمنية المتخذة شرط أن يضمنوا لنا سلامة أبنائنا"، لافتة الى ان"مشكلة زحمة السير كبيرة خصوصاً ان المدراس تفتح أبوابها تدريجياً..فماذا سيحل بنا في ظل هذه الاجراءات المشددة، وفصل الشتاء الآتي".
وتوجهت غادة الى السياسيين قائلة: "أوقفوا المتاجرة بهموم الناس .. بزيادة هالمهزلة السياسية... أرفض أن أعيش الحال التي عاشتها أمي خلال الحرب.. امي كانت تحملنا من ملجأ الى ملجأ واليوم أنا اعيش الحالة عينها".
"يجب ان نكمل حياتنا"
أما سوزي، أم لثلاثة أولاد، فقالت لـ"النهار"ان "الأقساط زادت بشكل رهيب عن السنة الماضية، فزادوا ألف دولار أميركي أي ما يعادل مليون ونصف ليرة لبنانية، على كل ولد". وتشير الى أن "الادارة كانت ستلغي الحسم 10في المئة على الأقساط في حال وجود ولدين في المدرسة عينها الا أن تحرك الأهالي منعهم من ذلك".
وفي ما يتعلّق بالوضع الأمني، لفتت الى أنها كانت خائفة من ارسال أولادها الى المدرسة، "واذا صار شي يمكن ما ابعتهم على المدرسة". أما جويل، أم لابنتين، فرفضت حال الخوف المنتشرة في صفوف الأهالي، وشددت على"اننا يجب ان نكمل حياتنا وعلى أولادنا أن يتلقوا العلم".
غلاء، زحمة لا تحتمل، وضع أمني مترد،...ولكن الى متى يجب أن يتحمل المواطن تقصير الدولة؟ تسأل تلك الأمهات. وتبقى صرختهن "الله يقضي هالسنة على خير"، وعند كل صباح تبقى كلمتهن الى أولادهن"الله يكون معك يا ابني".
نبض