"ما بتقطع..لأ، ولا ممكن... عندك واسطة؟.. مين؟ ايه بقطعلك ياها"، هي جزء من الحوارات التي تدور في العمل المسرحي "بتقطع او ما بتقطع" والذي يتمحور حول انتقاد العمل الرقابي في لبنان. ينتمي العمل الى المسرح التفاعلي وهو من كتابة وإخراج لوسيان بورجيلي وإنتاج جمعية "مارش" التي تعنى بتوعية الناس على حقوقهم الأساسية في ما يتعلّق بحرية التعبير والرأي. وسبق لهذا العمل التفاعي أن عرض على مسارح الجامعات، ولاقى نجاحاً كبيراً في صفوف الطلاب.
كان من المفترض أن يعرض العمل في أيلول المقبل، ولكن لن يتمكن الممثلون الذين أمضوا مدة طويلة في التمرين أن يعرضوا عملهم على خشبة المسرح بسبب رفض الأمن العام. لوسيان بورجيلي، مخرج وكاتب العمل، تحدث لـ"النهار" عن نقمته على الرقيب، مشيراً الى أن منع العرض يعود الى اعتبار الامن العام "المسرحية "مسخرة عليهم"، وان القانون يسمح لهم بمنع اي عمل فني بالمطلق، خصوصاً ان أحداث القصة تدور في مكتب الرقابة التابع للامن العام". وأوضح بورجيلي أن "المسرحية لا تتضمن أي مواد تضر بالأخلاق أو تهدد الأمن القومي"، لافتاً الى أنه "حتى لو كانت المسرحية تتضمن ذلك، فنحن نرفض الرقابة، ونريد تصنيفاً للأعمال".
وفي رأيه، أن "الكتاب والفنانين اللبنانيين يواجهون مشكلة كبيرة في العمل الرقابي الذي يمارسه الأمن العام على اعمالهم قبل عرضها على الجمهور اللبناني، فباتوا يكتبون لجمهورهم الأول الذي يتمثل في الأمن العام، وهذا ما نرفضه". وأضاف "أنا اليوم عم بكتب وعم شيل، عم أعمل توازن بأعمالي بس كرمال يقبل الأمن العام عملي.. يعني هيدا مش شغلي".
وأشار الى أن الأمن العام اعتبر أن المسرحية "مش عمل فني"، سائلا: "على أي اساس، يقيّمون عملي.. هيدي قمة المسخرة؟، وكيف يسمح شخص لنفسه بأن يخبرني ان عملي الفني "زبالة" ويأمرني برميه في النفايات".
وخلص الى انه "في حال بقي الامر على ما هو عليه سأتوقف عن الكتابة بالتأكيد، سأجدد جواز سفري في الامن العام واهاجر للكتابة بحرية في الخارج، فلا يمكن ان ننجح ونزدهر في بلد تواجهنا فيه الحدود من كل جهة".
[[video source=youtube id=jDgKisnf7M4]]
نبض