الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

لماذا هذا الصخب والحرب الافتراضية حول قضية النزوح السوري؟

ابراهيم بيرم
ابراهيم بيرم
Bookmark
لماذا هذا الصخب والحرب الافتراضية حول قضية النزوح السوري؟
لماذا هذا الصخب والحرب الافتراضية حول قضية النزوح السوري؟
A+ A-
بدت حال الضجيج والصخب العالي النبرة التي نمت فجأة خلال الايام الاخيرة حيال قضية تظاهرة كان يُعدّ لها احتجاجا على اجراءات نفّذها الجيش اللبناني في مخيمين للنازحين السوريين في محيط عرسال ومن ثم في داخل هذه البلدة الطرفية، وكأنها حرب افتراضية تُشن ضد طواحين الهواء وفق رواية "دونكيشوت" الاسبانية التي صارت من عيون الآداب العالمية وتقدَّم على انها مثال العبث واللغو ليس إلا. فالقضية انطلقت الى دائرة الضوء الاعلامي على يد ثلاثة شبان مجهولين (احدهم شيعي والآخران مسيحيان) قدما طلبا رسميا لتشريع التظاهرة، وبعدها اعلن عن قبض الاجهزة الامنية على شخص من تعمير عين الحلوة (قيل انه فلسطيني على اعتبار ان للفلسطينيين دوما قرصهم في كل عرس او حفلة جنون) بتهمة انه هو صاحب الموقع الالكتروني "اتحاد الشعب السوري" الذي اطلق اصلاً الاحتجاج والدعوة الى التظاهرة. وعليه فاننا امام اربعة ابطال في مسرحية واحدة متكاملة الإعداد والاخراج: صاحب الموقع التحريضي، مقدم طلب التظاهرة، الدولة التي تصرفت بطريقة اشكالية مما ساهم في رفع وتيرة السجال واستطرادا الاحتقان والضجة، لاسيما بعدما قبلت عبر احد المعنيين وهو محافظ بيروت طلب التظاهرة ثم الغت عبر وزارة الداخلية الطلب وطلب التظاهرة المضادة، والاعلام على انواعه الذي فتح باب السجال على مصراعيه واعطى للامر أبعاداً مهولة.إنها إذاً اللعبة البارعة التي يكتنفها الغموض والقصة الجذابة الغارقة في الالتباس ابتداء وانتهاء، ولكنها خلّفت الدوي والصدى المطلوب منها. وتتجسد في خلفية المشهد صورة "الشيطان" الخفي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم