
بدأت صباح اليوم عملية انتخاب نقيب جديد للمعلمين في المدارس الخاصة، بالتنافس بين لائحتين الأولى غير مكتملة تضم 5 اسماء برئاسة النقيب الحالي نعمة محفوض، والثانية مدعومة من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الله والمستقبل وامل والجماعة الاسلامية والمردة والمقاصد. لائحة اقل ما يقال فيها بأنها لائحة السلطة بوجه من النقيب "المتمرد" الذي ازعجهم لسنوات لاستحصال حقوق المعلمين والاساتذة، فاجتمع الاضداد بوجهه.
15500 استاذ سينتخبون اليوم نقيبهم الجديد، في معركة غير متكافئة يخوضها محفوض، فالاجواء قبل الانتخابات تشير الى عملية فوز سهلة للائحة السلطة بوجه محفوض، إلاّ ان الواقع على الارض مخالف اقله في بيروت حيث ينتخب 2270 مقترعاً موزعين على 5 اقلام في مدرسة علي بن ابي طالب في الاشرفية.
الحركة شبه معدومة لا توحي بمعارك طاحنة او اجواء تشنج كسائر العمليات الانتخابية، فالاوراق توزع داخل مركز الاقتراع من دون اي اعتراض من احد، بينما عملية التشطيب هي الاكثر رواجاً حيث وزرعت ورقة تضم لائحة محفوض اضيف اليها كل من إيهاب حسن نافع وجمال اديب الحسامي، كذلك وزعت لوائح اخرى اضيفت اليها عبد الرحيم حوماني، في صراع واضح وعلني بين الاحزاب على تشطيب نفسها، بينما برزت بعض المدارس بتوزيع لوائح مشتركة اختيرت على مزاج المدارس. بينما شكا مرشح "التيار الحر" في اللائحة رودولف عبود في اتصال مع "النهار" من وجود "لائحة ملغومة لا تلحظ اسمه تم توزيعها في بعض مراكز الاقتراع في بيروت." وقد رفض بعض المرشحين على لائحة "التوافق النقابي" التصريح للاعلام، مبدين امتعاضهم من بعض التجاوزات.
عملية التشطيب التي ازعجت بعض المعلمين، حيث تم التشطيب على اساس حزبي فقط، بينما منع حزب "سبعة" عند الساعة واحدة من اكمال عملية المراقبة لمرشحهم نعمة محفوض، رغم حصولهم على تصريح بالدخول الى الاقلام لمراقبة الانتخابات، ليحصل بعد الطرد تلاسن بين المراقبين وبعض اعضاء حزب "سبعة"، متهمين المراقبين بالتحيز لصالح لائحة السلطة، وهو ما رفضه المراقبون معتبرين أن طلب المغادرة كان لمن هم خارج السلك التعليمي، وهو ما ينص عليه القانون، وقد غادر الجميع بمن فيهم حزب "سبعة".
وقال نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض أنه سيقدم طعناً بالانتخابات بعدما وصلته اخبار بمنع مندوبيه في صيدا من دخول صناديق الاقتراع، واعتبرها مؤامرة تستهدفه. من جهته، نفى الأستاذ وليد جرادي ما ورد على لسان محفوض، مؤكداً "أن ما حصل على أبواب بعض مراكز الاقتراع هو أن المندوبين لا يحملون صفة رسمية وليسوا أساتذة".
فوز لائحة التوافق النقابي او "لائحة السلطة" امر مؤكد، فأكثر المتفائلين من لائحة محفوض لا يأملون بفوز جميع الاعضاء الخمسة، متكلين على تعاطف اساتذة التيار الوطني الحر ومؤكدين في الوقت نفسه قوة اللائحة المقابلة. فقد اكد المرشح عن "لائحتي" مجيد الياس العيلي، بأن "قرار الاساتذة يجب ان يكون حراً بعيداً من املاءات الاحزاب"، مشدداً على ان الهجمة على النقيب محفوض هدفها منع وصوله الى النقابة مجدداً، إلاّ ان التحالف الكبير للسلطة رفضه العديد من الاساتذة حيث تتم عمليات تشطيب في ما بينهم لمنع وصول بعض المرشحين ضمن اللائحة الواحدة".
عملية خجولة
العملية الانتخابية التي وصفت بالخجولة، سجلت حتى الساعة 12 ظهراً اقتراع 420 صوتاً في بيروت، حيث اعتبر رئيس فرع بيروت في نقابة المعلمين والمشرف على الانتخابات محمد ريحان، بأن نسبة الاقتراع الخجولة سببها اجراء العملية بعد انتهاء العام الدراسي، "رغم اننا رسمياً ما زلنا ضمن العام الدراسي" إلا ان معظم الاساتذة في اجازة. ولكن حتى لو حصلت في اي فترة من السنة فالنسبة عادةً لا تتجاوز الخمسين بالمئة بأحسن الاحوال، مؤكداً أن لبيروت خصوصية في الانتخابات بعيداً من معارك الاحزاب، كون الكلمة الاقوى تبقى لتحالف المدارس الكبرى.
وحول سير العملية الانتخابية اكدت اماني الحشيمي من الجمعية اللبنانية من اجل ديمقراطية الانتخابات (lade) بأن تجاوزات عديدة حصلت في بيروت ابرزها، توزيع لوائح داخل مراكز الاقتراع ووضع لافتة تدعم "لائحتي" بالقرب من المركز، كذلك منع اعضاء حزب سبعة من الدخول في صيدا لأنهم من المعلمين، وقد منع المندوبون ايضاً من اكمال يومهم الانتخابي في بيروت كون القانون يفرض بأن يكون المندوب ناخب، فطلب منهم المغادرة بالاضافة الى بعض الاساتذة غير المنتسبين للنقابة، وهو أمر قانوني، كذلك وجد العديد من اللوائح خلف الستارة، وهو امر مرفوض.