ماذا كشف فضل شاكر في حديث حصري لـ"النهار"؟

أربع سنوات مرت من دون ان تصدر الاحكام ويغلق ملف عبرا، جلسات عقدت وأخرى بالانتظار، وشاكر مصرّ على براءته، وعدم قتاله ضد الجيش، حيث قال في حديث لـ"النهار": " أنا أكيد من براءتي وعلى القضاء أن يكون عادلاً وشفافاً في محاكمتي". وشرح: " سعيت للخروج من عبرا قبل اندلاع المعركة، الامر الذي دفعني الى التفاوض مع مدير المخابرات في الجنوب حينها العميد علي شحرور والعميد محمد الحسيني مدير مكتب قائد الجيش سابقا، حيث اتفقنا على تسليم بعض الاسلحة مقابل حلحلة ملف بعض شبابي الذين وجهت بحقهم مذكرات توقيف حمل سلاح خلال المشاركة بجنازة علي السمون ولبنان العزي، اللذين قتلا على يد سرايا المقاومة في تعمير عين الحلوة، كما طلبا مني اخلاء المنطقة ومغادرة مربع الاسير، سلمت ما طلب مني، سُحبت بعض مذكرات التوقيف، لكن حصلت المعركة قبل الانتهاء من ترتيب كل الامور". وشدد "انا مستعد لتسليم نفسي شرط أن ألمس وجود قضاء عادل ومستقل، لا قضاء تابعاً لأي جهة سياسية كانت".
(فضل شاكر مع محاميته زينة المصري)
خطوة جديدة
فضل الذي اتخذ من عين الحلوة ملجأ له، بعد ان انقلبت حياته من فنان كل أيامه سفر، الى متهم معتكف خلف جدران منزل في أحد احياء المخيم، قرر ان يخطو خطوة في ملفه، بتوكيل المحامية الدكتورة زينة المصري في شهر آذار الماضي للدفاع عنه، بعدما توكلت عن ملفات كثيرة سُلط عليها الضوء في الاعلام لكونها تتعلق بقضايا رأي عام وامن دولة، منها قضية الدكتور بسام الطراس الذي اظهرت براءته من انتمائه لداعش خلال وقت قصير، وبحسب ما قالته المصري لـ"النهار": "حققت انجازا في ملف عبرا، عندما تم فصله الى ملفين، الملف الاساسي كان يضم 100 موقوف، اليوم بتنا امام ملف يضم الشيخ الاسير و33 آخرين اضافة الى الفنان فضل شاكر، وملف ثان يضم باقي المتهمين".
تجريم إعلامي لا قضائي
المصري وبعد أن أكدت "لسنا في مواجهة مع الجيش واهالي الشهداء"، لفتت الى أن "الفنان فضل شاكر لا يزال قيد الادعاء، لم يصدر حكما بحقه بعد، و لم يذكر احد من المتهمين في الملف ان فضل كان موجودا او شارك او كان له يد في احداث عبرا، او حمل سلاحا في وجه الجيش. فضل جرّم اعلاميا قبل ان يجرّم قضائيا، اطلقت عليه التهم وصدرت بحقه الاحكام قبل ان يصدر الحكم القضائي بحقه، والجميع يعلم قدرة الاعلام في ما لو كان مسيسا او استعمل بالشكل الخاطئ، او اذا بنى تقريره على الاستنتاج وليس على الدلائل الحسية في تضليل الرأي العام الشعبي والتأثير على القضاء".
خطوات عملية قادمة
الايام المقبلة ستكشف عن الخطوات العملية التي ستقوم بها المصري بالتنسيق مع شاكر لا سيما كما قالت "بعد التحول الكبير في قضيته على صعيد الوقائع والدلائل، بعد عرض برنامج "ما خفي اعظم" الذي بثته قناة الجزيرة، وما يجب ان يتبعه من ضرورة البحث عمن اطلق الرصاصة الاولى في عبرا ومن تسبب بها ومن استدرج هؤلاء الى المعركة ومن قتل الجيش"، شددت أن "شاكر كان من الفنانين الذين يتغنون بالجيش، ولم ننس بعد الحفل الذي اقامه مجانا في صيدا العام 2011 وذهب ريعه الى الجيش".
وعن موعد الجلسة المقبلة للمحاكمة، أجابت "سيتم تعيينها بعد ان تبت محكمة التمييز بطلب نقل الدعوى الذي تقدم به وكلاء الشيخ الاسير بحق الهيئة الحاكمة، ننتظر لمعرفة القرار الذي سيصدر عن هيئة التمييز واذا ستنقل الدعوى ام تغير الهيئة الحاكمة او تعيد الملف الى ذات الهيئة الحاكمة، وهل ستبقى المحكمة متمسكة بموقفها بتعيين ضباط عسكريين بالملف ام ستتراجع عن ذلك وتسمح بسير القضية في الاتجاه الطبيعي لها".
براءة شاكر... التحدي الأكبر
كل ملف ترافعت فيه المحامية المصري له تحدياته، لكن كما قالت: "لاشك ان ملف الفنان فضل شاكر حساس، والتحدي الاكبر بالنسبة لي هو اظهار براءته". وعما اذا كانت تخشى من ان يطلق عليها محامية الاسلاميين، أجابت "ان أكون محامية الاسلاميين ليست تهمة، فطبيعة الملفات هي من تفرض نفسها على المحامي، انا اسعى وراء ادلة تثبت براءة موكلي واستخدم حقه في الدفاع عن نفسه بكافة الاساليب القانونية، ولو لم احقق نجاحا بهذا النوع من الملفات لما وصلت الى هنا".
نجحت المصري في اسقاط العديد من التهم عن موكليها، فهل ستتمكن من تحقيق ذلك في ملف فضل شاكر؟!