الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ابنة ادوارد سعيد بين النخبة الأميركية والبيت الفلسطيني

المصدر: عرب 48
A+ A-

تحت عنوان "أن تكون ابنة ادوارد سعيد"، نشرت صحيفة "هارتس" تقريرا عن نجلاء سعيد ابنة المثقف الفلسطيني الكبير وأحد اباء "البوست موديرنيزم"، كما وصفته. النشر جاء في مناسبة نشر أجزاء من كتاب سيرة يتناول طفولتها في الموقع الثقافي باللغة الانكليزية "صالون فلسطين".


نجلاء تروي في كتاب السيرة ذكرياتها في بيت والدها، وهي تعرف نفسها بانها امرأة فلسطينية لبنانية امريكية ومسيحية، لكنها بدأت حياتها كأنها تخص مانهاتن كبروتستانية بيضاء عمدت في الكنيسة وتعلمت في مدرسة خاصة ترتادها بنات الارستقراطية الأمريكية وسبق وان درست فيها جاكلين كيندي اوناسيس.


عربية سوداء وسط بحر من الشقراوات
وهي تقول، كنت فخورة باللباس الأخضر الذي يحمل شعار المدرسة وبالحذاء الجديد الذي اشتريته من باريس، الا أن اللباس الفاخر لم يحصنني من الشعور أنني مختلفة. فقد كنت مجرد عربية سوداء في بحر من الشقراوات "الكاملات". في بيتي كانت الكتب تتراكم على الطاولات والرفوف، أقلام وسجادات شرقية ولوحات جدارية الى جانب ضيوف غريبين، حيث كنت محاطة بكتاب وباحثين بينهم نعوم شومسكي، ليليان هلمان، نورمان ميلر، جاك دريدا، سوزان سونتج وجوان ديديون.


العربي بعيون غربية


كتاب "الاستشراق" الذي نشره ادوارد سعيد عام 1978 كتب بلغة شفافة ولامعة وحمل نقدا للغرب و لرجال الاكاديميا والمبدعين الاخرين، الذين تناولوا بالبحث الصيرورة الشرقية ليس بهدف اغناء المعرفة، كما يقول صاحبه، بل خدمة لاهداف الاحتلال والسيطرة على الشرق. هكذا رسمت صورة الكيان العربي بعيون الغرب ككيان جامد ذليل ومتخلف.


في كتاب سيرتها، تتذكر نجلاء أنها كسائر أولاد المهاجرين كان من الصعب عليها فهم القيم المتناقضة. لقد كان محيرا ان تكبر لأم لبنانية ولوالد باحث فلسطيني معروف في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في نيويورك، لقد استصعبت، تقول نجلاء، أن أربط بين العالم الجميل، المريح والمطمئن الخاص ببيتي وعائلتي وبين واقع أن الناس يعتقدون أن عالمي هو بربري ومتخلف.وهي تقول انها حاولت في طفولتها الابتعاد عن الجذور والثقافة الفلسطينية رغم انها كانت تعرف انها فلسطينية وكانت قد زارت بيروت. في التلفزيون كانوا يحكون ان بيروت ايضا مكان جنوني يقتل فيه الناس بعضهم بعضا وان الفلسطينيين ارهابيون وفكرت اذا تجاهلت ذلك فقد يختفي.


أحداث 11 ايلول 2001 كانت نقطة تحول في حياتها، في المقابلة مع راديو محلي اميركي تتذكر تلك الايام وتقول، انها كانت خائفة من الموت مثل الجميع و"لكني كنت خائفة ايضا من الامريكيين الذين ارادوا " قتلي" وقلت لوالدتي الان الجميع سيكرهونني. بعد 11 ايلول تحولت الى عربية أمريكية، كأنني قبل ذلك لم اكن كذلك.


صورة سعيد وهو يرجم اسرائيل بالحجارة


نجلاء تتطرق الى الموروث السياسي لوالدها المرتبط بالنضال من اجل الاستقلال الفلسطيني. ادوارد سعيد كان محط خلاف في اسرائيل ولدى الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة. تقول "هارتس"،. صورته وهو يرجم اسرائيل بالحجارة من الحدود اللبنانية حظيت بانتشار واسع في العالم. هناك اناس يرونه رمزا لحق تقرير المصير للفلسطينيين ومحاربا من اجل حقوق الانسان والمساواة والعدل الاجتماعي وهناك من ما زال يصر على اعتباره "ارهابيا" ولكن من يعرفونه يقولون ان نعته بالارهابي كنعت غاندي بالارهابي، تقول "هارتس.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم