الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله" يتولى مهمة كشف أنفاق المعارضة.. و"حماس" تدربها على الحفر\r\n

المصدر: (ا ف ب)
A+ A-

لا يزال العقيد في الجيش السوري مندهشاً منذ قاد العمليات العسكرية في شرق دمشق منذ نحو ثلاثة اسابيع. حينها، فوجىء الضابط المتواجد في الطابق الثاني، بصوت إطلاق رصاص في مبنى القيادة الذي تسلل اليه مقاتلون عبر نفق أوصلهم الى الردهة.


ويقول هذا العقيد لوكالة "فرانس برس": "لو كنت موجوداً في الطابق السفلي، لما كان في إمكاني ان اروي هذه الحادثة"، اذ قتل المقاتلون المعارضون 12 جنديا في الردهة والطابق الاول، قبل ان ينسحبوا تحت كثافة النيران التي واجههم بها جنود الجيش السوري".


وامتد النفق بطول 320 متراً بين حيي القابون في شمال شرق دمشق وجوبر (شرق)، اللذين يضمان جيوباً لمقاتلي المعارضة، ويحاول الجيش السوري منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليهما.


ويوضح صحافي تمكن من دخول النفق أن "ارتفاعه يبلغ مترين وعرضه ثلاثة أمتار. وبفضل وجود التيار الكهربائي المسحوب من إمدادات الدولة، كان النفق مضاءً باستخدام مصابيح، فيما تولت مراوح توفير التهوئة".


ويقول رجل اعمال دمشقي ان ما يجري "هو معركة الخلد ضد الدبور".


فقد لجأ مقاتلو المعارضة الى حفر الانفاق تحت الأرض لنقل الاسلحة والمقاتلين وتحضير المتفجرات بعيداً عن الانظار لتجنب تدميرها بالطائرات الحربية والمروحيات ودبابات الجيش السوري.


في حي الخالدية في مدينة حمص، الذي استعادته القوات النظامية مطلع الاسبوع الماضي، يقول المقدم علي انه تفادى هجوما مماثلا عبر الانفاق.
ويوضح لـ"فرانس برس": "عندما دخلنا الى الخالدية انكشف النفق. لو تأخرنا لعشرة ايام كانوا قضوا علينا".


يضيف "كنا في بناء والمسلحون في البناء الثاني. كانوا يحفرون نفقاً سعياً لتفجير البناء الذي نحن فيه. كنا نسمع أصوات آلات صادرة من تحت الارض (...) كانوا قادمين لتفجير (المكان حيث كنا) كما فجروا المشفى الوطني في القصير"، المنطقة الاستراتيجية الواقعة في ريف حمص.


ففي الثالث من ايلول، تمكن مقاتلو المعارضة من تدمير المستشفى الوطني في القصير الذي كان تحت سيطرة الجيش السوري. وبث الناشطون شريطاً مصوراً على موقع "يوتيوب"، يظهر مقاتلين معارضين وهم يدخلون نفقاً ضيقاً بطول نحو 200 متر لوضع المتفجرات.


ويظهر شريط آخر بث في 19 آذار مقاتلين يطلقون النار ويرمون قنابل حارقة في أحد أزقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، بعدما تسللوا عبر نفق ضيق وضعت على ارضيته حصائر زرقاء.


وبحسب خبير عسكري غربي، يتولى "حزب الله" والذي يشارك الى جانب الجيش السوري في المعارك، مهمة كشف الانفاق لا سيما في دمشق وحمص، بعد الخبرة التي اكتسبها في التعامل معها جراء معاركه ضد اسرائيل في جنوب لبنان.


ويقول العسكريون والناشطون ان الانفاق تحفر أحياناً بوسائل يدوية، وفي غالبية الأحيان باستخدام آلات حفر. ويتحدث احد الضباط السوريين ان المقاتلين "يستخدمون آلات صغيرة الحجم مزودة بمحركين، وقادرة على حفر امتار عدة خلال اليوم".


ويضيف ان المقاتلين يعمدون بعد ذلك "الى تدعيم الجدران، ولهذا يلجأون الى أسرى يعدونهم بالافراج عنهم مقابل دورهم في الحفر".


من جهته، ينفي ناشطون استخدام سجناء في حفر الانفاق. ويقول مدير مكتب التنسيق في "الهيئة العامة للثورة السورية" احمد الخطيب لـ"فرانس برس" عبر الانترنت: "شبابنا هم من يعملون، وفي حال قامت مجموعة (مقاتلة) بتشغيل اسير، فهذا لا يعني ان هذه هي الحال لدى الجميع".


يضيف: "الانفاق نفعتنا كثيرا، من خلالها يمكن تخطي القناصة والوصول الى اي مكان مهما كان بعيدا"، مشيرا الى انها تستخدم خصوصا "في مناطق حمص وريف دمشق، والمناطق المتداخلة بين النظام و"الجيش الحر" الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين.


ويشير الى ان بعض الانفاق يصل طولها الى 700 متر، كما في جبهة بلدة عدرا شمال شرق دمشق.


ويقول مسؤول امني سوري ان مقاتلي المعارضة تمرسوا على تقنيات حفر الانفاق على ايدي عناصر من حركة "حماس" الفلسطينية، والذين كانوا بدورهم تلقوا تدريبات على يد عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، تدربوا في كوريا الشمالية.


وتلقى مقاتلو "حماس" هذه التدريبات قبل تدهور العلاقة بين دمشق والحركة التي كانت تتخذ من العاصمة السورية مقرا، لكنها اتخذت موقفا مؤيداً للاحتجاجات المناهضة للنظام.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم