الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

روسيا وتركيا وإيران تتقاسم النفوذ على سوريا...الأسد باق لفترة واسمان متداولان لخلافته

المصدر: رويترز،"النهار"
روسيا وتركيا وإيران تتقاسم النفوذ على سوريا...الأسد باق لفترة واسمان متداولان لخلافته
روسيا وتركيا وإيران تتقاسم النفوذ على سوريا...الأسد باق لفترة واسمان متداولان لخلافته
A+ A-

مع اعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم أن تركيا وروسيا أعدتا اتفاقا لوقف النار في سوريا، نسبت وكالة رويترز الى مصادر أن سوريا ستقسم مناطق من النفوذ الاقليمي وأن بشار الاسد سيبقى رئيساً لسنوات عدة على الاقل بموجب صفقة بين روسيا وتركيا وايران.
وقالت المصادر المطلعة على طريقة تفكير روسيا إن مثل هذا الاتفاق الذي سيتيح حكماً ذاتياً إقليمياً ضمن هيكلية فيديرالية يسيطر عليها العلويون، لا يزال في مهده وقد تطرأ عليه تغييرات وسيكون بحاجة الى موافقة من الأسد والمعارضة وبطبيعة الحال من دول الخليج والولايات المتحدة.
وقال أندري كورتونوف المدير العام لمجلس الشؤون الدولية إنه "حصلت خطوة في اتجاه التوصل الى تسوية...سيكون صعباً التوصل الى اتفاق نهائي، ولكن المواقف لا تظال تتغير".
ومع أن مولود جاويش أوغلو أكد اليوم أن أنقرة لن تتراجع عن معارضتها لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، أوضحت مصادر عدة أن صلاحيات الاسد قد تتقلص بموجب اتفاق بين الدول الثلاث، مشيرة الى أن روسيا وتركيا ستسمحان له بالبقاء حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، عندما يتنحى لمصلحة مرشح علوي آخر أقل استقطاباً، الا أنه لا يزال يتعين اقناع ايران بذلك.ولكن المصادر تؤكد أنه في كل الحالات سيذهب الاسد في طريقة تحفظ له ماء الوجه مع ضمانات له ولعائلته.
وأشار كورتونوف الى أن "ثمة اسمين يتداولان (كخلفين محتملين للأسد"، الا أنه رفض ذكر اسماء.
وتضيف "رويترز" أن لا أحد يعتقد أن اتفاق سلام واسعاً لسوريا، وهو ما عجز عنه المجتمع الدولي لسنوات، سيكون سهلاً أو سريعاً أو ناجحاً بالتأكيد. ولكن الواضح أن بوتين يريد الاضطلاع بدور قيادي في محاولة تسويق تسوية، وخصوصاً مع تركيا وايران.
وإذا نجحت موسكو في شق هذا الطريق، يمكن أن تبدأ الحكومة الروسية والمعارضة محادثات سلام جديدو في منتصف كانون الاول في أستانة، في ما سيبدو مساراً مستقلاً عن المفاوضات المتقطعة التي رعتها الامم المتحدة، ولن تضم الولايات المتحدة في البداية.


واشنطن


ويبدو أن هذا الامر أغضب البعض في واشنطن.


وتنسب الوكالة الى مسؤول أميركي رفض ذكر اسمه إن "هذا البلد الذي يبلغ حجم اقتصاده حجم اقتصاد اسبانيا يتباهى ويتصرف كأنهم يعرفون ما يفعلون". وأضاف: "لا أعتقد أن الأتراك والروس قادرون على القيام بهذه المفاوضات السياسية من دوننا".


والتقى وزراء الدفاع والخارجية من روسيا وتركيا وإيران في موسكو في 20 كانون الأول ووضعوا المبادئ التي يعتقدون أن أي اتفاق سوري ينبغي أن يلتزم بها.


وتقول عدة مصادر على معرفة بالعملية إن بوتين توصل إلى سلسلة من التفاهمات خلف الكواليس مع نظيره التركي طيب إردوغان لتسهيل الوصول إلى اتفاق محتمل.


وقالت نفس المصادر إن موسكو دفعت إيران إلى قبول فكرة مسعى ثلاثي للسلام بحمل تركيا على التخلي عن مطالبها برحيل الأسد قريبا.


وقال مسؤول كبير بالحكومة التركية رفض نشر اسمه: "أولويتنا ليست رحيل الأسد ولكن هزيمة الإرهاب.لا يعني ذلك قبولنا بالأسد. لكننا توصلنا إلى تفاهم. فعندما يتم القضاء على (تنظيم) الدولة الإسلامية فربما تساعد روسيا تركيا في سوريا في القضاء على حزب العمال الكردستاني."


وتعتبر تركيا "وحدات حماية الشعب" الكردية وجناحها السياسي حزب الاتحاد الديموقراطي امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور والذي يشن تمردا منذ فترة طويلة في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.


وأضاف المسؤول التركي نفسه :"لدينا بالطبع خلافات مع إيران. فنحن ننظر لبعض القضايا بطريقة مختلفة لكننا نتوصل إلى اتفاقات لإنهاء المشكلات البينية."


وقال أيدين سيزر رئيس مركز دراسات تركيا وروسيا للأبحاث في أنقرة إن تركيا "تخلت تماما الآن عن مسألة تغيير النظام" في سوريا.


بيد أن الموقف العلني لتركيا لا يزال مناهضا للأسد بشدة .وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأربعاء إنه يستحيل حدوث انتقال سياسي في وجود الأسد.


وقال برينتون السفير البريطاني السابق إن موسكو وأنقرة توصلتا إلى اتفاق لأن موسكو احتاجت الى تركيا لإخراج المعارضة من حلب وللمجيء إلى طاولة التفاوض، مضيفاً أن "الغرض الحقيقي للأتراك من اللعبة ومصدر قلقهم هو ظهور كردستان شبه مستقلة داخل سوريا وما له من تداعيات مباشرة عليهم".


وتوغلت أنقرة في سوريا في عملية أطلقت عليها "درع الفرات" في آب لطرد "داعش" من شريط من الأراضي الحدودية بطول 90 كيلومترا وضمان عدم سيطرة الفصائل الكردية المسلحة على مزيد من الأرض في سوريا.


الواقعية السياسية


وتحرك الواقعية السياسية تغير المواقف لدى موسكو وأنقرة. فروسيا لا تريد التورط في حرب طويلة وتريد الحفاظ على وحدة سوريا وإبقائها حليفا لها.


وتريد تركيا أن تسيطر بشكل غير رسمي على مساحة من شمال سوريا توفر لها منطقة آمنة لإيواء النازحين وقاعدة لمعارضي الأسد وحصنا ضد النفوذ الكردي.


ومصير الباب تلك المدينة التي يسيطر عليها "داعش" وتقع على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من حلب عامل آخر في هذا الصدد. فإردوغان مصمم على سيطرة قوات المعارضة المدعومة من تركيا على المدينة لمنع الفصائل الكردية المسلحة من فعل الشيء نفسه.


وقال عدد من المصادر إنه كان هناك تفاهم بين أنقرة وموسكو على إمكانية مغادرة مقاتلي المعارضة حلب للمساعدة في السيطرة على الباب.


وفهم مصالح إيران أكثر صعوبة لكن علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي قال إن سقوط حلب قد يغير الكثير في المنطقة.


وضمنت طهران بمساعدتها الأسد على استعادة حلب ممرا بريا يربط بين طهران وبيروت مما يمكنها من إرسال أسلحة إلى "حزب الله " في لبنان.


وتقول مصادر دبلوماسية روسية وغربية إن إيران ستصر على الحفاظ على هذا الممر وعلى بقاء الأسد في السلطة في الوقت الحالي. وإذا تنحى بالفعل فسوف ترغب طهران أن يحل محله آخر من الطائفة العلوية التي تعتبرها أقرب الطوائف إلى الشيعة.


وربما تكون إيران أكبر حجر عثرة في طريق اتفاق أوسع. فقد قال وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان إن السعودية يجب ألا تشارك في المحادثات بسبب موقفها من الأسد حيث تطالب الرياض بتنحيه عن السلطة.


وكثيرة هي الشكوك بشأن فرص التوصل إلى اتفاق أوسع.


وقال دينيس روس الذي عمل مستشارا للإدارات الديمقراطية والجمهورية الأمريكية ويعمل الآن بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه لا يعتقد أن اتفاقا من هذا القبيل سيجلب السلام إلى سوريا.


وقال ل"رويترز": "أشك في أن هذا سينهي الحرب في سوريا حتى بعد (معركة) حلب. وجود الأسد سيظل مصدرا للصراع مع المعارضة."


 


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم