شوّه وجهها واعتدى على والدتها بعد رفض والدها زواجهما

رأي - "سنعود بعد قليل" الخطابية غلبت الدراما
Smaller Bigger

المسلسل السوري "سنعود بعد قليل" الذي أثار صدى إعلامياً بسبب بعض العثرات الأمنية التي عرقلت تصويره في لبنان، يطلّ على الشاشة الرمضانية عبر قناتيLBCI وmbc، حيث أمكن المتابع استنتاج فحوى العمل الذي فيه القدر المهمّ من المساهمة اللبنانية في التصوير والتمثيل.


فالقصة التي كتبها رافي وهبي وأخرجها الليث حجو تتناول النزوح السوري إلى لبنان في العامين الأخيرين، من خلال نزوح أولاد البطل دريد لحام (أبو سامي)، ومنهم من كان موجودا في لبنان منذ أعوام وأصبح من نسيج المجتمع اللبناني. فـ "سامي"(عابد فهد) الإبن الأكبر لـ"أبو سامي" هو رجل السياسة الذي يستعدّ للترشّح للإنتخابات البرلمانية اللبنانية، أما "زينة" (نادين الراسي) فهي الإبنة السورية المتزوجة في لبنان. وكان بناء هذه الشخصيات انطلاقة متينة للقصة إذ إنه طالع من واقع الترابط الأسري السوري اللبناني، ولم نستغرب بعض الإشارات العنصرية التي يعانيها "الغريب" في لبنان، ولو كان من تركيبة هذا الشعب وحاملاً جنسيته. لكن الغريب الفعلي هو تصوير المجتمع اللبناني بمجمله على أنه مجتمع نخبة من مافيا المال (زياد أبو عبسي) ومافيا الإعلام (كارمن لبّس) وغير ذلك... ففي هذا المسلسل اجتمعت "سيئات" اللبنانيين كلّها لاستدرار الشفقة على النازح السوري الذي يبدو مجرّد لقمة سائغة لكل أشكال الإستغلال، بما فيه الإستغلال الجنسي تحديداً. فالإعلامية "ريم" (كارمن لبّس) تشجّع "كريم" (باسل خياط) أحد أبناء أبو سامي على الإنضمام إلى فريق عملها الإعلامي، ثمّ تعلن بجرأة أن تشجيعها إياه لم يكن إعجاباً بأفكاره فحسب، لكن من أجل "شي تاني" جذبها إليه أيضاً. أمّا إحدى بنات أبو سامي فيعاملها صديقها اللبناني بسادية جنسية قبل أن يشير إليها باستغلال رأسمالها الوحيد وهو شكلها الـ sexy. في العمل كثير من هذه النماذج وهي موجودة في مجتمعاتنا، لكن "سنعود بعد قليل" شاءها أن تشكل تعميماً، بحيث لم يطالعنا في المجتمع اللبناني سوى هذه الشخصيات التي تعرف من أين تؤكل الكتف، أو "المحنّكة" مثل الممثل أليكو داود الذي يساعد صديقه رجل الأعمال (قصي خولي).
أمثلة كثيرة تجعلنا نستنتج أن "سنعود بعد قليل" مكتوب بغير عناية درامية، وإنما اتّبع خطاً أخلاقياً ليقدم الى المشاهد أسلوباً معلوماتياً في سرد معاناة الأب وأولاده، بحيث لم يتم رسم الشخصيات وتصوير معاناتها بلغة الصورة، فبدا المسلسل كأنه يفنّد وضعاً إنسانياً وسياسياً ونسي عناصره الدرامية كعمل فني. مع ذلك حاول المسلسل الإمساك بالعصا (السياسية) من منتصفها، لكن محاولته جاءت مفتعلة. فحيناً يسمع أبو سامي أن أحد جيرانه قتل وجرى التنكيل بجثته، وحيناً يخبرونه عن اعتقال جار آخر لأنه "فقط" كتب على الفايس بوك "الشعب يريد إسقاط النظام" فيعلّق البطل بسخرية: "فقط؟". دريد لحام، أو أبو سامي، دعا إلى الله أمام جاره أن تنتهي تلك الـ"أزمة"، أما الجار فأحرجه حين نطق بكلمة "ثورة". النتيجة أن أبو سامي أخذ جاره "على قد عقله" ونطق بكلمة "ثورة". أما "راجي" (رافي وهبي) الذي يلعب دورأحد أبناء دريد لحام، وهو فنان تشكيلي، فيجيب بصمت وبابتسامة صفراء حين يسألونه: "أنت معارضة أم موالاة؟". ويعود رجل السياسة (سامي) فيتحدّث عن الخوف من المستقبل الدموي مع السلفيين، ويمثّل له النظام السوري آخر ملاذ للقومية العربية.
لقد أراد "سنعود بعد قليل" التهرب من تسجيل أيّ موقف سياسي لحساب المواقف المختلفة، فجاءت محاولته مفتعلة، وكان في إمكانه تحقيق هذا التوازن لو كان صادقاً في رسم الصورة النفسية لشخصياته، وترك للصورة أن تعبّر عن المعاناة بدلاً من تناقل المعلومات بالحوار الكلامي، بذلك يكون قد نجح في استدراج أحاسيس المشاهد وعواطفه الإنسانية.

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 11/1/2025 8:19:00 AM
من هي الدول المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير؟ 
سياسة 11/1/2025 3:32:00 PM
برّاك: "آلاف الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان ما زالت تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل"...
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
اقتصاد وأعمال 10/31/2025 9:15:00 AM
جدول جديد لأسعار المحروقات