الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مئوية رئيف خوري

محمود شريح
A+ A-

في ذكرى مئة عام على ولادة رئيف خوري (1913 – 1967) طبعة ثالثة لأثره النفيس "الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي" (دار الساقي) الصادر أولا في 1943 عن دار المكشوف حين كان هذا الأديب الحي والمفكر الحر في الثلاثين.


أرّخ رئيف خوري للثورة الفرنسية منذ بداياتها الى حين تبلور مقولاتها النظرية في عصر الأنوار في القرن الثامن عشر الذي شهد نجاح الثورة الفرنسية فغيّرت وجه فرنسا وباقي أوروبا ووصلت آثارها، شعاراً وممارسة الى دنيا العرب. صوّرها على أنها نضج عقلاني للأفكار التي سادت في القرن الثامن عشر نتيجة لحرية الكشوف الجغرافية العلمية التي بدأت في القرن الخامس عشر ونتيجة لنهضة الاحياء التي ظهرت في القرن السادس عشر، فالكشوف الجغرافية دفعت نحو التفكير والبحث العلمي والاختراع، فما أحيت النهضة كنوز القديم اليوناني والروماني والمثل الكلاسيكية، وبما استقت من مناهل الحضارة العربية في الأندلس خاصة أيقظت الانسان الاوروبي على تذوّق الجمال الدنيوي وتلمّس المعرفة العلمية وحب الاستقلال في البحث. ويرى خوري في روسّو أشدّ المفكرين صلة بالانقلاب الفرنسي الكبير، إذ رجع هذا المفكر في فلسفته السياسية الى العهد الذي يسميه الحالة الطبيعية، فهو يرى أن الانسان في هذا العهد – الانسان الفطري – كان صالحاً، وكان خلواً من الشوائب التي لحقت به.
ويرى خوري أن أولى مجاري الثورة الفرنسية الى الشرق العربي – ولعله أعظمها – كان الفتح النابوليوني لمصر سنة 1798 أيام حكومة الإدارة، إذ هزّ الفتح النابوليوني جوّ الجمود الذي كان مخيماً على مصر، فنهضت أيام محمد علي الكبير نهضة سياسية وعسكرية وصناعية وثقافية. وأخذت من عهد نابليون تتجه الميول الثقافية المصرية الى الارتشاف من ينابيع فرنسية، حتى كان زمن محمد علي، فقوي الترابط الثقافي بين البلدين، وعزّزه التفاهم السياسي. وأنفذ محمد علي باشا البحوث العلمية، فكانت من أسباب الاطلاع على فرنسا الثائرة والمبادئ التحريرية التي حركت شعبها الى انتفاضات جبارة، ثم كانت في مصر تلك القافلة من الأدباء والمفكرين من رفاعة رافع الطهطاوي الى طه حسين.
ويعرض رئيف خوري آراء الأدباء والمفكرين العرب من الثورة الفرنسية، فيأتي على مواقف الافغاني وفرنسيس مرّاش وأديب اسحق وعبدالله النديم والكواكبي وشميّل وولي الدين يكن وجبران وفرح أنطون والريحاني وغيرهم.
وقد اختار نصوصاً عن الثورة لحيدر الشهابي والشدياق والطهطاوي ونوفل نعمة الله ومرّاش والأفغاني وعشرات غيرهم ممن كان لهم باع طويل في تأريخ الثورة الفرنسية أو التأثر بها أو ذيوع مبادئها.
اليوم وبعد سبعين على صدوره يبقى كتاب رئيف خوري عن الثورة الفرنسية الأثر النفيس عن توجيهها الفكر العربي الحديث، واليوم وبعد مائة على ولادته تنهض عائلته، زوجته وبناته وأبناؤه، بجمع أوراقه وقصائده، فمن يقع على بعض منها ليرسلها الى كريمته ملكة هاتف 03/617260، وبريد الكتروني:
[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم