يحلو لنا، قبل البدء، ان نستذكر النِعم: البرامج السياسية تتوقف في رمضان. لا معارض يقدح شرراً، ولا موالي توشك حنجرته على الانفجار. مشكورة "التوك شوات" إذ تستريح وتريحنا.
الشكر على الخير واجبٌ أكملناه، فبات الانتقال الى الشؤون الأخرى ممكناً. إذا كان صيام الشهر فرضاً على المسلمين، فإن البرمجة تهتم لأن تجعل الجميع معنياً. حتى "المنار" التي "تنأى بنفسها" عن بعض الجماهير في الأيام العادية، نجدها في رمضان جزءاً من الصورة. جزء لا يمكن تجاهله بسهولة.
ان ترى غسان الرحباني عبر "المنار" يعني ان تفاجأ أولاً، ثم تتساءل: ماذا يحدث؟ هذه المرة خطرت على بال أحدهم فكرة "شيطانية": لا بد من اللهو، ولو ملتزماً. حسناً، ولمَ لا؟ نستقبل مشاهير "على هوانا"، ونرفّه عن المُشاهد بالألعاب والمسابقات. لا خوف من معاصٍ تُرتكب، فالنصوص صائمة. بعض الجليد على الحائط أخذ يتفكك، وإذا بهم يضعون صوت امرأة على الاعلانات الترويجية لبرامج "منارة الشهر الفضيل"، شعار المحطة هذه السنة أيضاً. دراما المقاومة وبطولات الخط الممانع في التاريخ والحاضر، هي من الأغنية بأهمية اللازمة.
الثلاثية تتكرر في اليوم مرات ومرات: LBCI، LBCI دراما و LDC. سبقت الـLBCI "المنار" في الاستعداد لرمضان، وكانت من أولى الشاشات التي كشفت أوراقها. "انظروا ما لديّ". لافتٌ تقاسمها بعض المسلسلات مع "أبو ظبي"، فيما جرت العادة ان تكون MBC أشبه بالصهر الذي يسند الظهر. ثقل الدراما عبر LBCI أسماءُ أبطالها، لكنّ "العرّاف" غاب. كسبته "الجديد"، منافستها. يبقى نيشان والفوازير أشبه بخيوط تفاؤل حين تشتدّ بنا السيناريوات سوداوية ودموعاً ودماء. سنضحك كثيراً مع عادل امام وباسم ياخور وغبريال يمّين عبر "الجديد". فالأوقات أحياناً شيء من الفرح. الأتراك والطبخ في كل مكان، لا يحملان جديداً على الشاشة. ترى ماذا في جديد رجا ناصر الدين ورودولف هلال في هذا الموسم من "نوّرنا الليل"؟ يقول الاعلان الترويجي عبر OTV: "ضحك وفن وأغانٍ ومفاجآت وجدّ". وقد نضحك في "صبايا 5" لجنون البنات. وإذا كانت برامج "الجديد" الرمضانية تُقدّم على خلفية عادية تخلو من الابداع، فإن الـOTV تأخرت في الترويج لبرامجها في قالب لم يخرج عن الـ"Abillage" العام، وكأنها تسير مرغمة الى القيام بواجبات يقوم بها الجيران.
لأن الهلال من أجواء رمضان، نجده يحضر فوراً على ورقة تُرسَم عليها أشكال. شعار "المستقبل": "رمضان ضوي ليالينا"، بالدراما والمحطات الدينية والصور المتحركة. وبالمسابقات والجوائز والرقص والأغنيات. البرامج تتجمّع هي الأخرى حول المائدة.
وتحضر القناديل كذلك. نلاحظها في الخلفية، ووسام بريدي عبر الـMTV يتقدّم المشهد. تمسك المحطة برامجها مجتمعة بيد، والمسلسل السوري "ياسمين عتيق" منفرداً باليد الثانية. تشدد على الحصرية بينما تروّج له: "حصصصرييياً"، وتمرره من دون صورة في أسفل الشاشة. الألعاب والجوائز مفردتان لا تحضّان على الملل، ومحمد قيس بات يُنتظر لأسباب عدة، منها خفّته أمام الكاميرا.
ضرورية غالباً الأعمال الخيرية، وإن استغلّ بعضهم معاني رمضان للمزايدة. عبر الـNBN، قاسم دغمان يستذكر حالات منسية. المحطة احتفظت بالبرمجة الرمضانية حتى ربع الساعة الأخير، واذا بها توزّعها بتقطّع من وقت الى آخر. قد تكون خطة مدروسة لمزيد من التشويق.
تتقن الـLBCI عملها وتظلّ قلقة. عين على وطى المصيطبة، حيث "الجديد"، وأخرى على النقّاش، حيث الـMTV. أدما تراقب مشاهداً يشتاق عادل إمام، وآخر مسروراً بماغي بو غصن المحجبة تحضّر الافطار.
[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima
نبض