تمدّ جائزة غونكور - الشرق الأوسط جسراً لا بل جسوراً حوارية ثقافية - أدبية بين شباب جامعيين يتوقون لمن يسمعهم أو حتى يعطيهم فسحة أمل تثمّن حقهم في اختيار ما يرونه مناسباً لهم.

إن الجائزة، التي أعلنت الوكالة الجامعية الفرنكوفونية - #الشرق_الأوسط والمعهد الفرنسي في لبنان عن إطلاق نسختها الخامسة، هي إثبات ملموس لا بل تميل إلى أن تكون حقيقة قاطعة أن العالم الافتراضي ومغريات الحاسوب لم تنجح كلياً في تسجيل " ضربة جزاء" تقضي من خلالها على دور الكتاب وقدرته على جمع الشباب من حوله.

إن كل من يتابع مراحل التحضير للجائزة يدرك أنها ملتقى هام لشباب من 30 جامعة فرنكوفونية من شرقنا "المهزوم". أما الجديد هذه السنة فيكمن في إنضمام شباب جامعيين فرنكوفونيين من مؤسسات أكاديمية من اليمن سيأتون لمناقشة رفاقهم في خيار رواية تأتي أحياناً على قياس أحلامهم المسروقة.
يدرك منظمو هذه الجائزة أنها محطة مهمة جداً لمناقشة هذه الخيارات بإشراف هيئة تدريسية من كل جامعة. يأخذ النقاش طابع تمرين حقيقي وضروري للشباب الجامعيين لقبول الاختلاف في الرأي في ما بينهم دون خلاف. الأهم أنه عليهم أن يناصروا رأيهم بقرائن أدبية تبرر خياراتهم. يكون ذلك التمرين الثقافي المثال الأهم الذي يجب اعتماده في التعبير عن رأيهم في قضايا يومية من صلب الحياة.

لا شك في أن هذا الحدث الثقافي يعزز دور الشباب ويثمن قدرتهم على التعبير عن تطلعاتهم وآمالهم وحتّى خيباتهم. إن كل من يواكب الحدث في جناح آغورا في الصالون يدرك تماماً أنها محاولة لتضميد جراح شباب يعيشون خيبات لا نهاية لها.

إن الجائزة هي انتصار للكتاب الفرنسي وتجديد الولاء للقيم الفرنكوفونية بين شباب هذا العالم. الأهم أن الرواية أثبتت قدرتها على جمع الشمل بلغة راقية هي اللغة الفرنسية التي لطالما قلبت المقاييس في الفكر، القول والعمل.