الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأشرفية 1978 حرب المئة يوم

مسعود الأشقر
A+ A-

شباط 1978 قصف جيش الإحتلال السوري بضراوة ثكنة الجيش اللبناني في الفياضية، فدافع العسكريون ببسالة عن ثكنتهم.
بهدف تخفيف الضغط عن الجيش، قمنا كمقاومة لبنانية بمهاجمة مراكز الجيش السوري في الأشرفية وعين الرمانة والحدت، فجنّ جنون جيش الإحتلال وقصف الأشرفية بعنف شديد مستخدماً مدافع من عيار240 ملم، من دون أن يراعي المدنيين المختبئين في ملاجئ البنايات، التي خرقت هذه القذائف ملاجئهم ومزقت أجسادهم البريئة.
مرّت مئوية شهداء 6 أيار بطريقة باردة وخجولة، كما مرّت ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية.
منذ 38 عاماً كنت أحد مسؤولي المقاومة اللبنانية في الأشرفية، أستشهد لي رفاق كان همهم الوحيد الدفاع عن عائلاتهم ومعتقداتهم ووطنهم، أذكر هنا الرفيق الشهيد ميشال بارتي، الذي سقط شهيداً في 30 أيلول، أمام صيدليته في الأشرفية، رافضاً الإنسحاب عندما هاجم السوريون منطقة بارتي.
بشجاعة وبسالة نادرتين قام أهالي الأشرفية وعين الرمانة والحدت بدعمنا ومساندتنا بالرجال والمواد الغذائية ، رغم الحصار والقصف العنيف عليهم، ورغم إنقطاع الكهرباء وقلة المشرب والمأكل.
بعد مئة يوم من القصف الوحشي، أنسحبت آلة الحرب السورية مهزومة من دون أن تحقق هجماتها المتكررة أي نتيجة.
في تاريخ الحرب اللبنانية، المنطقة الوحيدة التي حرّرت نفسها بنفسها عسكرياً هي الأشرفية. بينما الجيش السوري أنسحب من كل لبنان في 26 نيسان 2005 بقرار دولي.
في حرب المئة يوم القاتمة والقاسية، كنا ندافع ليس عن الأشرفية فحسب، بل عن كل لبنان وما يمثل من ثقافة وتراث وحضارة، لبنان الرسالة.
أكثر من أي يوم مضى، أرى قضيتنا قائمة بعيون شبابنا الذين يحلمون مثلنا بلبنان حر سيد مستقل وعادل مع كل أبنائه.
من هنا تحية إجلال الى شهدائنا المقاتلين والمدنيين، وتحية الى كل من دافع عن منطقته، وبخاصة أهالي الأشرفية، إذ لولا دعمهم الكامل لما تمكنّا من الصمود والإنتصار.
أريد أن أشكر كل المناضلات والمناضلين الذين لا يزالون يناضلون معنا بالطرق المناسبة من أجل أن يحافظوا على وطن سيد وكريم بغية تأمين مستقبل زاهر لهم ولأولادهم من بعدهم، لبنان الذي نحلم به، وقد دفعنا الغالي والنفيس من أجل بقائه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم