شاء الدكتور ناجي صفير، رئيس جمعية "وجوه من لبنان"، ان يقدّم الى اللبنانيين حدثاً لا يمرّ مثل سوالف بعد الظهر. راح يحلم بالايجابية وبصورة لبنان الأخضر: "لبناننا مقابل لبنانهم". وإنما ثمة ما جعل الحفل أقل تأثيراً من المتوقَّع.
يكاد المُشاهد يعتبر جوائز العالم أجمع، تمثيلية. يُكرَّم بعضهم ويغيب آخرون، فنفتقد وجودهم بين أسماء قد تكون أقل أهلاً بالجائزة. ان تُقبل جائزة من دون أخرى، وتُعرف نتائج بعض الجوائز مسبقاً، أو ان تُحال الجائزة على آخر كي لا تذهب هدراً حين تُرفض، بمثابة جدال لن يُحسم. بدا صفير في ريبورتاج مصوّر، شديد الحرص على الصدقية.
ثم قال جازماً: "مكرّمونا هم الأفضل في مجالاتهم لهذا العام. شاء من شاء"، فيما الكاميرا تصوّر وجه نضال الأحمدية ضاحكاً. الكاميرا؟ يا لها من كاميرا. آلة تتحرّك لأنها تعمل لا لأنها تعيش الحدث. اعتادت الـLBCI الاستعانة بأسماء مخرجين ومصوّرين تترك فارقاً. هذا المرة استسهلت. المخرج بول عاصي، والفريق المساعد، جعلاننا نظنّ ان جلّ اهتمامه ليس ذكاء الصورة والمؤثرات البصرية، بل تصوير وجوه المحطة المكرَّمة والمكرِّمة، ولا سيما الاعلامي مارسيل غانم. أما الإضاءة فجاءت الأسواً بين المناسبات التي تهتم المحطة بنقلها، عدا عن ارتجاج الكاميرا و"أكساتها" غير المريحة دائما للنظر، هناك شيء في الشكل افتقدناه، قبل المضمون.
اختيار صالة السفراء في كازينو لبنان مكاناً لحفل بدأ متأخراً واستمر حتى ساعات الفجر الأولى، يجعل فرضية الحؤول دون مزيد من البذخ ممكنة، مع أن الإيقاع بعد المونتاج كان سريعاً، الى حد كبير. على الخشبة، غنّت رويدا عطية "تعلى وتتعمّر يا دار"، ورقصت الدبكة بفستان السهرة. مرّت صور الصبوحة على الشاشة، فاشتقناها أكثر. "الشحرورة" وجه من وجوه لبنان. مثلها رياض شرارة، بيار صادق، والياس ناصر، وكثر يعطون الجوائز قيماً لا تُلمس.
تحاول مقدمة الحفل، ملكة الجمال السابقة نورما نعوم، ان تجعلنا نتحمّس، فإذا بالكاميرا "تفضح" اللعبة. اثنان على المسرح يقدّمان أحدهما بضمير الغائب (لشيء من التشويق)، فتهرع تلك الكاميرا وتستقرّ على وجهه منذ اللحظة الأولى! عرفناهم جميعاً قبل أسمائهم. ثم اختلطت الأشياء. رودولف هلال ورهف عبدالله يقدّمان رلى شامية أولاً، وبعدها جورج خباز. رينا شيباني على المسرح وحيدة تقدّم منى أبو حمزة (!). حتى آلية إعداد التقارير لم تبدُ مقنعة. ريبورتاج طويل لبعضهم، وبعضهم لم ينل إلا كلمة سريعة أثناء تسلّم الجائزة. ثمة كلمات خضعت لـ"الرقابة". الثالثة والنصف فجراً، تسلّم الكوميدي نمر بو نصّار جائزته فيما أغلبية الحضور غادرت. أفرغ غيظه عبر"يوتيوب"، بفيديو مدته نحو 21 دقيقة. على الشاشة، بدا "النمر" أليفاً، كلمته مسالمة ومقتضبة. الأولى بعد منتصف ليل الاثنين الفائت ختم الحفل: "لبنان أكثر من حلم. انه مسؤولية".
نادين الراسي أهدت "التروفي" الى جيش الوطن. جورج خباز ألقى قصيدة لنتمرّد على أيام مظلمة، فيما ممثل "فرح العطاء" أشاد بالحلقة التي خصصها غانم لدعم الجمعية في برنامجه "كلام الناس"، "الأول في الشرق الأوسط" كما قالت هلا المرّ. جورجيت جبارة ستظلّ ترقص حتى آخر لحظات العمر، وطوني حنا يغني "لو فيّ عَمّر بيوت للناس لما عندا بيوت. لو فيّ رجّع بيروت"، ثم يضيف "يابا يابا لا". مايا دياب بدت صريحة: "ما تستغنوا عن وجّي كل سنة، وإلا عنجد بزعل". تبديل ملابس فغناء: "شكلك ما بتعرف أنا مين".
السهرة من جزءين: ما قبل نشرة أخبار منتصف الليل وما بعدها. التقط خلالها غانم والزميل علي حماده صوراً كثيرة بالآيفون، وفيها اكتشفنا ان مالك مكتبي وديما صادق كانا معاً في صفّ واحد.
[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima
نبض