نستيقظ بحيوية. نرتدي ملابس السباحة. المناشف، الزيوت، واقي الشمس وبعض الطعام لنمضي يوماً رائعاً على شواطئ لبنان. نجهز أنفسنا واذا بنا ننطلق في اتجاه البترون. ولكن المفاجآت التي يحملها هذا اليوم كانت أكبر من توقعاتنا بالاستمتاع في يوم كان من المفترض أن يكون يوم نقاهة.
زحمة سير خانقة من الكرنتينا في اتجاه الدورة، تفصيل استدعى تغيير برنامج اليوم، بعد نحو ساعة أمضيناها على الطريق. وصلنا الى منطقة الذوق، حيث ارتأينا أن نمضي نهارنا في أحد المجمعات السياحية هناك. دخلنا كي نركن سيارتنا واذا بشاب يحمل دفتراً يقول لنا: "5000 ليرة عملو معروف للباركينغ". المضحك أنه ما من مكان آخر نركن فيه سيارتنا، اذ نحن مجبورون شئنا أن ابينا أن ندفع المبلغ المطلوب كي ندخل المجمع.
مكان أقل ما يقال عنه عند الدخول انه "رائع". معلومات تفيدنا بها شابة عند السؤال عن المجمع "دخولية 20 دولار و Weekend25 دولار"، "ممنوع دخول الأولاد" و"ممنوع ادخال المأكولات والمشروبات". دخلنا برفقة شاب يحمل المناشف، "وين حابين تقعدوا؟"، اخترنا المكان المناسب واذا به يضع المناشف الخاصة بالمجمع على المقاعد الملونة بلون الصيف الزاهي، مقاعد مريحة وكأنها سرير.
حوضان للسباحة يفصلهما "Bar". مسبح "للكبار فقط"، شاب يجلس يحتسي الكحول وآخر جالس برفقة صديقته يضحكان. محبو السباحة لا مكان لهم في هذا المجمع، اذ ان مياه حوض السباحة لا تغمر جسمك بكامله. وبعد معاناة قررنا أن نتوجه الى البحر كي نمارس هوايتنا المفضلة. وإذا بنا نتذكر عند رؤيتنا البحر من أمامنا واقع لبنان المرير، بحر من "المجارير" بحر من "الفيول"، بحر من "النفايات" ،.. بحر لبنان على شواطئ الذوق. طبعاً عدنا من حيث أتينا كي نستمتع بيوم "النقاهة".
بعد ساعات من الجلوس تحت الشمس الحارقة، طلبنا "زجاجة مياه، زجاجتين من المشروبات الغازية، وكوبين من العصير (ليموناضة)". يوم لن نسميه رائعاً ولكن نستطيع أن نقول أننا استمتعنا بالرفقة والأصدقاء، وعند الخروج دفعنا نحو الـ35000 ليرة ثمن المشروبات التي طلبناها. ظننا في طريق العودة أن رحلتنا انتهت عند الخروج من المجمع، واذا بنا نتفاجأ باطار السيارة مثقوباً بسبب حفرة "خندق" على الطريق.
"مشوار ع البحر"، قصة تعاد في كل مرة نخطط فيها الذهاب للاستمتاع بالطقس الجميل، والغلاء والبحر الملوّث والطرق والحفر والمطبات،... قصة يجب أن تعالج في أقرب وقت ممكن كي يبقى لنا متنفس لننسى همومنا ومشاكل وطننا، لا كي ندفع مالنا ونسبح في بحر ملوّث ونشرب بعض المرطبات ونمضي وقتنا في زحمة السير أو عند "البنشرجي".
نبض