أبو بدر طلَّق فوزية خانوم. وبالثلاثة. نعم أصدقائي، هذا ما حدث في الجزء الثامن من "باب الحارة" ("أل بي سي آي" و"أم بي سي"). مشهد ضاحك في مسلسل بائس. هذا الثنائي مسلسلٌ داخل مسلسل. محمد خير الجراح في دور أبو بدر وشكران مرتجى في دور فوزية، "براءة" الحارة ومَن فيها. ضحكتها غير الملوّثة، ونهفاتها التي تدخل القلب وتقيم فيه.

استفزّته. أخرجته من هدوء طباعه. ومن بساطة تعاطيه مع الواقع. لم تظنّ فوزية أنّه قد يأتي على لفظ كهذا بعد عِشرة العمر. قالت أنّها تحمّلته في لحظات الفقر والجوع والضجر. فكيف يُقدم على شناعة كهذه؟ استفزّته، فنطق على طريقته في نشر الفكاهة: "فوزية. إنتِ طالق بالثلاثة"، ثم اعتراه الندم. اعتذر واعتذر وكرّر اعتذاره، لكنّ الأوان فات. خبَّأ وجهه من وجهها المصدوم. وخبّأت هي الأخرى وجهها. مشهد لعلّه الأفضل رغم الاهتراءات. تنهمك الحارة بطلاق الثنائي المرح. ويتدخّل الأخيار في الصلحة، فيما البعض يهوى العراقيل لضرورات أن يبقى شيٌ في المسلسل نتابعه.

إذاً، وقع "أبغض الحلال" وهذا حقاً مؤلم. مسكين يا أبو بدر. لكَ منّا كلّ الدعم في هذه المِحنة. كُفَّ عن ذرف الدموع كالأطفال. كُفَّ عن قضم الأظفار ندماً بعد الزلّة. حرّكتَ مسلسلاً راكداً منذ بدايته. أضفتَ إليه قوّتكَ في إتقان الدور. أنت وفوزية رائعان.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima