
يختلف النظر الى الحب باختلاف طبيعة #الثنائي وشخصيتهما. البعض ينحاز الى تبني الجدية والحزم حتى في الحياة العاطفية فيبتعدون عن الأجواء المرحة وينتظمون في إطارٍ ضيّق أساسه تربية الأولاد والنجاح اجتماعيّاً ومهنيّاً. هؤلاء قد لا ينظرون إلى الحب على أنه قاعدة حياتية، بل يتكيفون ضمن ما يعرف بالمؤسسة الزوجية على أساس أنها مجرّد رسالة بغية تأسيس عائلة. وحتى علاقتهم الحميمة قد تتأثر في هذا الإطار. وفي المقابل، ينتمي قسم آخر من الثنائي الى عالم الأحلام والأماني ويحرصون على ان يكون الحب شعارهم، ويستمرون من أجله. وبين هاتين الحالتين، لا بد من التوقف عند تفاصيل دقيقة أبرزها تفضيل عدم اظهار الانسجام العاطفي بين الشريكين امام العلن والحرص على الجدية حتى في اللحظات الرومانسية. لكن الإشكالية التي تطرح نفسها: ماذا عن إطفاء الأنوار أثناء العلاقة الحميمة؟
• يحصل ذلك لا إراديّاً: الثقة مفقودة
هي مبادرة سيئة تعكس عدم انسجام الثنائي لا بل تفكك علاقتهم التي غالباً ما تبنى على اساس صوري. لكنها أيضاً تمثّل عدم ثقة الرجل أو المرأة أو الاثنين معاً في أنهما شخصان ناجحان عاطفيّاً. هما في هذه الحالة لا يمتلكان الثقة بالنفس ولا الشجاعة لمواجهة هواجسهما. وهذا ما ينتج غالباً من ارتباط مفهوم الحميمية بالشكل الخارجي والمزايا الخياليّة التي لا تمت للواقع بصلة. وفي حال استمر الحال على هذا المنوال سيعكس تلاشياً اجتماعيّاً لا بل عدم انسجام شخصي في العلاقة بين الرجل وشريكته. هما يعيشان تحت سقفٍ واحد لكنهما لا ينتميان الواحد للآخر.
• يحصل ذلك اراديّاً: فارس الأحلام ليس أنت
حين يطلب أحد الشركاء إطفاء الأنوار حتى ولو كانت المبادرة العاطفية عبارة عن عناق عاديّ، فهذا يعني ان #الزواج حصل على غفلةٍ من القلب. وتدخل العديد من النقاط في هذا السياق منها ان فارس الأحلام الذي تمنته الزوجة لم يتجسد في شخص زوجها التي أكملت دربها معه لأسباب تختلف عن العاطفة. قد تكون اجتماعية او عائلية او ربما خيار عقلاني عقلي. المشكلة الاساسية هنا ان الاشباع العاطفي سيغيب عن كلا الشريكين لأن قرارهما في كبت عاطفتهما ارادي.
• يحصل ذلك خجلاً: ترسبات التربية
قد يخجل الثنائي من فكرة الحب ويرفضان حتى مسك أيديهما امام العلن. هذا ينتج غالباً من تربية خاطئة ومتطرفة تنظر الى العلاقة العاطفية على اساس أنها خطأٌ مخجل. فتنمو هذه الصورة في ذهن الشريك الذي لا يتقبل فكرة الحميمية. وهذا غالباً ما ينعكس أيضاً على تربيتهما لأولادهما: الحب ممنوع والزواج مؤسسة تحمى خلالها الفتاة في بيت زوجها. لكن الأمر لا يستحق كلّ هذا العناء. العلاقة الحميمة ليست عيباً مقترفاً. هي تجسيدٌ عاطفي لمفهوم الحب الذي يجمع قلبين على وسادةٍ واحدة.