
قبل سنة 1920، كان اللون الأسود مخصّصًا للحداد (تقليد من العصر الفيكتوري)، ويعتبر غير مناسب لارتدائه في الحياة اليومية العادية. ولكن بدأ ارتداؤه يتزايد نظرًا لعدّة عوامل، فبسبب الحرب العالمية الأولى وتفشي الانفلونزا الاسبانية، أصبحت رؤية النساء في الحداد يرتدين ملابس سوداء في الأماكن العامة مشهدًا مألوفًا، كما تغيّرت الأذواق إلى بسيطة واقتصادية، وهو أمر شائع في أوقات الحرب نتيجة للارتياب والضائقة المالية.
في عام 1926، أصبحت Vogue أول مجلة تنشر صورًا لفستان أسود صغير، من تصميم كوكو شانيل. توقّعت هذه المجلة أن يصبح هذا الثوب في المستقبل رداءً موحدًا للنساء من جميع الأعمار والطبقات الاجتماعية. حتى وصفوا اللباس بـ"فورد شانيل" تشبيها بنموذج T من فورد المهيمن في ذلك الوقت. في فيلم "كوكو شانيل: "الأسطورة والحياة" تصف جوستين بيكاردي هذا الثوب بـ"رداء بسيط وأنيق، باللون الأسود وأكمام طويلة وضيقة، ويلبس مع عقد من اللؤلؤ الابيض."
في عام 1961، حصد الثوب الأسود القصير شهرة كبيرة في هوليوود عندما صمّمه هوبير دو جيفنشي لأودري هيبورن في " Breakfast at Tiffany's" وجاء رمزًا للشياكة تاركًا أثرًا كبيرًا في عالم الموضة بعد ذلك.
هو شبيه بالحرباء يتناسب مع كافة أنواع المناسبات الاجتماعية بتغيير بسيط في تصميمه مثل مقابلات العمل، حفلات الزفاف والجنازات وهنا تكمن جاذبيته؛ إذ نختبر كل الأحداث العظيمة في الحياة مع اللباس الأسود الصغير. كما أنه يسمح بإظهار هبات الجسد.