هيفا وهبي: مع ملاك ومريم ستنسون هيفا

في عقر دار الدراما المصرية تمكنت النجمة اللبنانية هيفا وهبي من فرض موهبتها التمثيلية، لافتة إليها انتباه النقاد في العالم العربي الذين لقبوها بفراشة الدراما العربية. أما اعتراف زملائها الفنانين، وبينهم أخصامها، فكان نقطة الإنطلاق لولادة نجمة تنافس كبار نجمات التمثيل في مصر والعالم العربي.

لم تتوقع هيفا وهبي كلّ هذه الأصداء الإيجابية وسط الزحمة والمنافسة الشرسة التي يفرضها رمضان، رغم أنها وفريق العمل كانوا يعلمون أنهم أمام مسلسل مميز بقصته وحبكته وطاقم عمله. لكن أمام عرض أكثر من 35 مسلسلاً لكبار نجوم التمثيل، ووجود عدد لا يستهان به من الأعمال القوية، تحوّلت التوقعات الإيجابية إلى آمال بأن يتمكن "مريم" من نيل الأصداء التي يستحقها... فكانت النتيجة تصدّر العمل المراتب الأولى.
لمست هيفا النجاح مباشرة بعد عرض الحلقة الأولى "سمعت كلام بفرّح القلب" وخصوصاً أن الإعجاب توزع على العمل ككل وعلى الممثلين خالد النبوي وحسن حسني وريهام عبد الغفور وغيرهم من الوجوه الجديدة الذين أدّوا أدوارهم ببراعة، مما أضاف تنويعا وغنى على المسلسل.
تتأثر هيفا عندما تتحدث عن كمية المقالات الإيجابية التي تناولت المسلسل وأداءها التمثيلي، وقد لفتتها محاولة كلّ صحافي وناقد ومشاهد أن يتصوّر سيناريو خاصاً به حول أحداث المسلسل ونهايته "هذا يعني أننا أمام مسلسل عميق يحتّم علينا أن نكمل تصويره بالمستوى نفسه". وقد كشفت ضاحكة أن أحد التحليلات المتوقّعة من المشاهدين طابقت فعلاً نهاية مسلسل "مريم".
وعن النضج التمثيلي الذي لاحظه النقاد والجمهور تحدثت أن الفنان بعد تجارب تمثيلية عدة يصل إلى مرحلة من النضج يعرف فيها ما يناسبه ومن هم الكتّاب والمخرجون الذين يمكن أن يضعوه في الإطار الصحيح. "أظن بشهادة كبار النقاد أنا في مكان جيد كممثلة وهذا يسعدني ويحملني مسؤولية".
قوة العمل، برأيها، مرتبطة بعناصر عدة أولها عمق القصة وحبكتها والفضل في ذلك للكاتب أيمن سلامة، كما الفضل في جمال الصورة لمدير التصوير، وفي إدارة الممثلين للمخرج محمد علي. وأضافت أن تميّز المسلسل لا يقتصر على شخصيّتَي ملك ومريم إذ لكل شخصية قصتها وخطوطها ضمن قالب تشويقي جاذب.
ومن تحب هيفا أكثر: ملك أم مريم؟ ترد ضاحكة: "دور ملك واضح من البداية وقصتها مفهومة، بينما مريم يتحضر دورها على نار هادئة وملامح الشخصية غير واضحة وتنتظرها مفاجآت كثيرة".
لم يكن سهلاً على هيفا تحضير الشخصيتين، وفي جلسات القراءة المكثفة مع الكاتب والمخرج والممثلين كان يطغى التحليل لفهم خلفية كل شخصية. واستطاعت هيفا برفقة اختصاصيين تكوين شخصيتي كل من ملك ومريم المختلفتين عن بعضهما وعن هيفا "كنت أمام أكتر من تحدي طلّع ملك مختلفة عن مريم ومن خلال ملك ومريم نسّيكن هيفا... وهذا ليس سهلا".
في فترة التحضير عملت هيفا على صوتَي مريم وملك وعلى نظراتهما وحركات جسديهما لتحوّلهما إلى لحم ودم. فمريم هادئة ومتّكلة على ملك الشخصية الغامضة التي لا يعلم أحد ما يدور في رأسها، وخصوصاً أنها لم تولد خرساء بل تعرضت لحادث فقدت معه صوتها، الأمر الذي جعلها تتعامل مع محيطها كأنها تعبّر لكن من دون صوت. أما شخصية ملك فعلى النقيض، حنونة لكن قوية في الوقت نفسه كي تتمكن من مواجهة الطامعين من حولها، وهي الضعيفة جداً مع ابنتها.
كان قرار فريق العمل، بحسب ما روت هيفا، إظهار الجانب الجميل من مصر ومجتمعها المثقف الراقي، في إطار من الواقعية البعيدة عن المبالغة، بحيث يشعر المشاهد بأنه جزء من شخصيات هذا العمل وأحداثه "أيمن سلامة حابك قصة كتير حلوة وخيالو عارف كيف يوظفو بتفاصيل بيحبا المشاهد... ومخرج العمل عم يوصّل كل هالأحداث بدون تكلّف".
عن تعاملها مع الممثل خالد النبوي، تحدثت هيفا عن مشاهد جميلة جمعتهما معا وستشكل مفاجأة للجمهور الذي يلمس مدى التفاعل "على كلّ خالد إنسان غير عادي قبل أن يكون ممثلاً يفوق الوصف وأنا سعيدة بالتعاون معه".
وعن عدم غنائها تتر العمل، ردت هيفا بصراحة: "أنا هنا ممثلة وسعيدة جداً باﻷغنية التي يؤديها المطرب وائل جسار الذي أعشق صوته. وعلى فكرة، أسمع اﻷغنية عشرات المرات يومياً"...
وهل يمكن أن يصرفها التمثيل عن الغناء؟ تجيب سريعاً: "على المسرح أنا ملكة مسرحي وفي التمثيل يعتريني إحساس داخلي لا يمكن وصفه. أظن أهم ما نجحت فيه أني استطعت أن أفصل هيفا المغنية عن هيفا الممثلة".
الخلافات مع منتج مسلسل "مولد وصاحبو غايب" رفضت هيفا التطرق إليها، مؤكدة أن العلاقة جيدة مع محمد فوزي وهي تحترمه، معتبرة الخلافات ثانوية لمصلحة العمل "الأمر انتهى والمسلسل اليوم يعرض وينال إعجاب فئة كبيرة من المشاهدين".
هيفا تعتبر مسلسل "مريم" نقطة تحوّل في مسيرتها التمثيلية القصيرة بعد مسلسل "كلام على ورق". ورغم العروض التي تنهال عليها اليوم، لم تقرأ أيّ نص خشية أن يشتتها ذلك عن دوريها في "مريم" لأن التصوير مستمر حتى الأسبوع الأخير من رمضان... وبعد النجاح لا بد من استراحة طويلة حتى إشعار آخر.