
يلعب الـ Eye contact أو التواصل بالعين دوراً حاسماً عند تفاعل الفرد مع الآخر. فعندما ينظر شخص في عين الآخر، فهو يرسل مباشرة لهذا الأخير إشارة للتركيز عليه أيضاً. وإن حصل ونظر الآخر إليه، فهذا يعني بداية التواصل بالعين وبداية التفاعل بين الشخصين. يعتبر التواصل بالعين إشارة اجتماعية قوية تزيد من الإثارة الفيزيولوجية لدينا.
اهتم باحثون من جامعتي Estonia و Tampere في فنلندا لدراسة ما يكمن تحت هذه الاختلافات النفسية الفردية: هل تؤثّر شخصية الفرد في تفاعله مع تواصل العين؟ هل يقوم الدماغ بقياس هذا الاختلاف؟
للإجابة عن تلك الأسئلة، أجريت التجربة على أفراد كان نشاطهم الذهني الكهربائي مسجلاً في وقت كانوا ينظرون فيه لشخص أو يتبادل معه التواصل في العين أو ينظر للجانب الآخر. كما قد تمّ تقييم شخصية المشتركين مسبقاً. وقد أظهرت النتائج أنّ الشخصية تؤثر في تفاعل الدماغ مع اهتمام الآخر. أثار التواصل في العين نهجاً لأنماط نشاط الدماغ لدى المشاركين الأقلّ عصبية، إذ يرتبط بعد الشخصية بالقلق والوعي الذاتي. فإذا كان الفرد قلقاً، سيتجنّب اتصال العين. كما أنّ النظر مباشرة ولفترة قصيرة يكسب الفرد شعوراً ممتعاً. أكّدت النتائج إذاً أن الفرد لا يشعر فقط بشعور مختلف عندما يكون محط الأنظار، إنما يختلف نشاط دماغه أيضاً. نشرت نتائج هذه الدراسة في المجلّة العلمية Neuropsychologia.