
صورنا المضحكة! حنيننا المقيت، حرب البلاد مع نفسها، من هنا يبدأ الفنان ياسر صافي معرضه في "غاليري مارك هاشم"، من حيث ينتهي كل شيء. يفتح علب ألوانه ويقترح علينا أن نشاركه لعبة لا تنقص عبثيتها من شأن حضورها الجمالي! لعبة ربما لن يكون المضي إلى نهايتها بالأمر اليسير، فما يبدو للوهلة الأولى لهواً وسخرية سرعان ما يفاجئنا بما يختزنه من معان مضادة! ينقب ياسر عن نفسه أولا، عن أشباهه، عن وجه آخر غريب له، عن أشكال تلوح له في مرآة اخترعها هو، وخبّأها كي لا يصاب مَن هم حوله بجنونه المحموم! في متاهات مرآته الوعرة، يكتشف شيئا آخر، يكتشفنا نحن، هائمين، نسبح بخفة في فراغ ثقيل الحضور، فراغ مبهم ، يزيد من شخوصه حيرة وضيقا.