الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الجيش العراقي ينتهج أسلوب "الموجة البشرية"

المصدر: "النهار"
بغداد- فاضل النشمي
الجيش العراقي ينتهج أسلوب "الموجة البشرية"
الجيش العراقي ينتهج أسلوب "الموجة البشرية"
A+ A-

تسعى القيادة العسكرية العراقية جاهدة الى اخفاء الخسائر التي تتعرض لها القوات الأمنية، سواء في المعارك الحالية او في معركة تحرير تكريت الشهر الماضي، في مقابل المبالغة في خسائر العدو الذي يمثله التنظيم الارهابي "داعش".


ويبدو ان المؤسسة العسكرية العراقية ورثت هذا التقليد من التقاليد العسكرية البعثية المرتبطة بنقل المعطيات العسكرية للجمهور في الحروب الطويلة التي خاضها العراق مع ايران والكويت في العقود الاخيرة من القرن الماضي، حيث كان المنحى الرئيسي في تلك البيانات التي تصدرها القيادة العسكرية يؤكد فداحة الخسائر لدى العدو والتقليل من شأن خسائر جيشها. وتبدو ان عقيدة "اخفاء المعلومات" المتعلقة بخسائر القوات الامنية عقيدة ظلت راسخة في المؤسسة العسكرية بعد 2003، على رغم التحولات الهائلة التي حدثت في وسائل الاعلام والاتصال ونقل المعلومة. لذلك يلاحظ ان القيادة العسكرية العراقية لم تصدر اي بيان يشير الى حجم الخسائر في الارواح والمعدات التي تكبدها الجيش العراق في معركة تكريت الاخير وغيرها من المعارك. غير ان مصدرا امنيا رفيعا كشف لـ"النهار" عن ارقام كبيرة تكبدها الجيش العراقي في الارواح والمعدات، قياسا بحجم الخسائر التي تعرض لها التنظيم الارهابي "داعش".


ويقول المصدر ان، معلومات متطابقة صادرة عن جهات امنية عراقية واميركية، تشير الى فقدان القوات الامنية العراقية بمختلف صنوفها وانواعها من جيش وشرطة وقوات حشد شعبي، نحو 1680 قتيلا، في مقابل 105 قتلى من "داعش"! ويؤكد المصدر ان هذا العدد يغطي مدينة تكريت وحدها، وفي الفترة الواقعة بين الاول من آذار الماضي وهو اليوم الاول لانطلاق عملية "لبيك يا رسول الله" لتحرير تكريت وحتى السادس والعشرين منه موعد اقتحام المدينة وطرد عناصر "داعش" منها. ويعزو المصدر ارتفاع عدد القتلى بين القوات الامنية الى الاستراتيجية العسكرية التي اتبعت في الهجوم، حيث استندت الى تقدّم مكثف على شكل "موجات بشرية" على العدو، وهي طريقة اعتمدها الايرانيون في حربهم ضد العراق 1980-1981، وربما اوحى بها الجنرال الايراني قاسم سليماني اثناء وجوده في معركة تكريت، في مقابل تمركز عناصر "داعش" في مراكز محددة وقليلة واعتمادهم اسلوب القنص من بعيد، الى جانب اعتماد تكتيك الاعمال الانتحارية.


وفي شأن الخسائر المادية، يؤكد المصدر ان القوات الامنية العراقية خسرت في معركة تكريت وفي مدة شهر واحد 73 عجلة همر، وتسع عجلات مدرعة، اضافة الى ثلاث دبابات وطائرتين مروحيتن. ويتوقع المصدر ان يتضاعف عدد خسائر الجيش اذا ما اخذت في الاعتبار المعارك التي خاضها الجيش في الانبار والموصل ويؤكد ان القوات الكردية البيشمركة خسرت ما لا يقل عن 3500 من عناصرها في الاشهر الاخيرة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم