الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

أكثر من 15 ألف مقاتل أجنبي من 80 دولة في سوريا والعراق

نيويورك – علي بردى
A+ A-

اعتبر تقرير للأمم المتحدة أن تنظيم "داعش" فرعاً منشقاً من حركة "القاعدة" التي "يلتف كثيرون حول أهدافها الرئيسية، بصرف النظر عن الخلافات حول الزعامة، والأساليب، وحب الظهور". ورأى أن المشكلة المتزايدة تتمثل في وجود ما لا يقل عن 15 ألفاً من المقاتلين الإرهابيين الأجانب من أكثر من 80 دولة في صفوف "داعش"، محذراً من أن هؤلاء يشكلون أخطاراً كامنة على المديين القريب والبعيد.


وأحال رئيس لجنة مجلس الأمن المنشأة عملا بالقرارين 1267 لعام 1999 و1989 لعام 2011 في شأن تنظيم "القاعدة" ومن يرتبط بها من الأفراد والكيانات، المندوب الأوسترالي الدائم لدى الأمم المتحدة غاري كوينلان رسالة الى مجلس الأمن تتضمن التقرير السادس عشر لفريق الدعم التحليلي ورصد تنفيذ الجزاءات عملاً بالقرار 2161 لعام 2014.



ويتضمن التقرير الذي يعده منسق فريق الدعم التحليلي ورصد تنفيذ الجزاءات ألكسندر إيفانز، معلومات وافرة في شأن "القاعدة" وما يتفرع منها أو ينبثق منها من جماعات ارهابية، وخصوصاً "الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش". ويفيد أن الأشهر التسعة الأولى من سنة 2014 شهدت "تزايد الخطر الذي تشكله حركة القاعدة ككل"، موضحاً أن "القاعدة والمرتبطين بها لا يزالوا يشكلون خطراً يهدد أرواح الناس العاديين". ويضيف أن "هذه الحركة الشديدة الخطورة، التي تستند إلى رؤية متطرفة عنيفة للعالم، تضم عدداً كبيرا من المرتبطين بها ومن الذين يشكلون نواتها"، مشيراً الى "جماعات منشقة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش، الذي استولى على أراض يعيش فيها ملايين الناس في أجزاء من الجمهورية العربية السورية والعراق". ونبه الى أن "القاعدة لا تزال حركة يلتف كثيرون حول أهدافها الرئيسية، بصرف النظر عن الخلافات حول الزعامة، والأساليب، وحب الظهور، ولا تزال المشكلة المتزايدة المتمثلة في وجود مقاتلين إرهابيين أجانب في صفوفها من أكثر من 80 دولة من الدول الأعضاء تشكل مصدراً لأخطار في الأجل القصير ولمخاطر في الأجل الطويل". ويلاحظ أنه "في حين لا تزال النواة الأساسية لتنظيم القاعدة ضعيفة، فإن التنظيم ما زال موجوداً، ويسعى إلى تعميق قاعدته في جنوب آسيا، كما أن لديه قدرات مستمرة عبر الحدود الوطنية". ويعطي أمثلة على استمرار اهتمام التنظيم بالتخطيط لشن هجمات جديدة "وجود خلية أساسية تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا معروفة باسم جماعة خراسان، المرتبطة بمحسن فاضل أياد عاشور الفضلي، وهناك أدلة أيضا على وجود نشاطات أكبر مرتبطة بتنظيم القاعدة في بعض أنحاء أفغانستان، إلى جانب وجوده في أجزاء من باكستان". ويعتبر أن الخطر الأكبر ينبع من جماعات نحو أشخاص هم إما تحت سيطرتها، كما هو الحال بالنسبة لداعش، وبوكو حرام، أو يكونون قريبين من مناطق عملياتها".



ويسجل التقرير انتصارات كبيرة على تنظيم "بوكو حرام" يتمثل بقتل زعيمه عبدي أومحمد، المعروف أيضا باسم غين غوداني، أو أبو زبير، زعيم وعلى "حركة الشباب المجاهدين" في الصومال بقتل زعيمها "أبو زبير". ويشير الى الإرهاب في جنوب شرق آسيا، حيث "تشظت جماعة أبو سياف الى خلايا (...) وحيدت حركة راجاه سليمان الى حد كبير". بيد أن "هناك مخاوف متجددة بشأن الجماعة الإسلامية وجماعة مجاهدي إندونيسيا تيمور". ويفيد أنه "لم يُسمَع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي صوت خلال الأشهر التسعة الماضية (...) وتنظيم المرابطون أيضا أقل نشاطا، رغم الهجوم الذي شنه في المسترات في تموز 2014".
ويعزي جزء من التهديد الى نحو 15 ألف مقاتل إرهابي أجنبي عملوا مع مرتبطين بتنظيم "القاعدة" في سوريا والعراق، موضحاً أن هؤلاء "يأتون من أكثر من 80 بلدا، ويشكلون نواة شتات جديد قد يكون بمثابة بذرة للتهديدات في السنوات المقبلة". ويقول: "توجد في عام 2014 شبكات تشمل أفراداً من الاتحاد الروسي والشيشان، الى مجموعة من المغتربين من أصل شيشاني يقيمون في دول أوروبية. وهناك حالات يعمل فيها مقاتلون إرهابيون أجانب من الاتحاد الروسي وفرنسا والمملكة المتحدة سوية".
ويأتي التقرير على نشاطات جماعات مثل "طالبان" و"حركة المجاهدين" و"العسكر الطيبة" في باكستان و"الحركة الإسلامية لأوزبكستان" الناشطة من فارياب الى باداخشان. ويجذب "القاعدة" أيضاً الفصائل المتطرفة داخل "طالبان"، مثل "دا فيدايانو ماهاز" و"تورا بورا ماهاز"، و"جماعة (أبو مصعب) الزرقاوي"، موضحاً أنه "لا يزال بعض المواطنين العرب المرتبطين بتنظيم القاعدة على اتصال مع أولئك الذين غادروا الى الجمهورية العربية السورية والعراق". ومن الأمثلة على ذلك أنه "في تموز، عندما قُتِل ستة أشخاص مرتبطين بتنظيم القاعدة بواسطة طائرة بلا طيار في شمال وزيرستان، أعرب عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ، الذي يعمل حاليا مع تنظيم جبهة النصرة لشعب الشام، عن حزنه لفقدان أصدقائه".
ويحذر أيضاً من أنه "إذا استمر التطرف في صفوف شبكات المقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين إلى دولهم الأصلية أو إلى دول ثالثة، قد يزيد الخطر بسرعة في مناطق عدة كأوروبا والمغرب العربي وآسيا وأفريقيا. ويزيد تفاقم التهديد من جراء الموارد المالية الكبيرة جدا المتاحة الآن لداعش، إضافة، إلى ترسانة المعدات العسكرية الحديثة الموجودة تحت تصرفها، ولا سيما في الجمهورية العربية السورية والعراق، والموجودة كذلك تحت تصرف جهات مرتبطة بتنظيم القاعدة في ليبيا أو في أماكن قريبة منها". ونبه الى أن "الخلافات الشخصية الظاهرة بين أبو بكر البغدادي و(زعيم "القاعدة" أيمن) الظواهري لا ينبغي تفسيرها خطأ على أنها إشارة الى تبرؤ داعش من أيديولوجية القاعدة".



ويفيد بأن هناك "دوراً وقائياً كبيراً" تمثله الجزاءات التي فرضها مجلس الأمن على هذا التنظيم ومن يرتبط به من أفراد وكيانات، موضحاً أن نظام الجزاءات تطور "فأصبح أكثر صرامة وإحكاما، وطُوِّع بشكل يسهل على الدول الأعضاء تنفيذه على نحو فعال". بيد أن التحدي القائم في عصرنا الحالي أصبح "تحديد مزيد من الخطوات التي يمكن اتخاذها لتعزيز الجزاءات. ومن المجالات التي يمكن أن تشملها تلك الخطوات تجفيف منابع دخل المرتبطين بالقاعدة، ويمكن كذلك تقييد السفر وتفكيك شبكات الأسلحة. ومن التحديات المتزايدة الأهمية عملية التصدي للمقاتلين الإرهابيين الأجانب وتعزيز الجهود الرامية الى مكافحة التطرف العنيف".
ويغطي التقرير 15 سنة من عمر نظام الجزاءات المفروضة على تنظيم "القاعدة". وهو يتألف من ثلاثة عناصر مستقلة. فهو، أولا، يقدم تقييما للكيفية التي تطور بها هذا التهديد. وثانياً، يبيّن الفريق بإيجاز تطور نظام الجزاءات. وثالثا، يتناول التقرير الأعمال التي يضطلع بها الفريق حاليا، بما يتضمن الاستنتاجات الأولية بشأن المقاتلين الإرهابيين الأجانب ودراسة حالة إفرادية عن مسألة الاختطاف طلبا لفدية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم