الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مقام سيدة المعين في النهرية – عكار بُني نحو عام 200 \r\nمطالبة بصيانته احتراماً لتاريخه وقدمه وعجائبه الكثيرة

عكار - ميشال حلاق
A+ A-

يتربع مقام سيدة المعين في خراج بلدة النهرية في منطقة دريب عكار عند سفح واد، وهو المعروف بمقام الرب، الذي أعطى تسميته ايضاً "الشعبية" لمعبد نيميسيس اليوناني القديم الكائن عند الطرف الجنوبي للمقام، والذي بني بالحجارة السوداء البازلتية عند نبع جعلوك، التي لا تزال اطلاله شاهدة على قدم وعراقة هذه المنطقة التي لعبت ادواراً تاريخية بارزة في شتى الفتوحات التي شهدتها منذ التاريخ القديم. وكلاهما قريبان جداً من قلعة الفيليكس ومقام سيدة القلعة، على الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير في بلدة منجز.
اطلال مقام سيدة المعين لا تزال قبلة المرضى والمتعبين، منذ ان بني نحو عام 200 ميلادي. ورغم اندثار حجاره وسرقة معظمها لبناء أسوار وجدران دعم لأراضٍ زراعية، لم يتبقَ منها الا بضع حجار اساسات عند الجهة الشرقية لموقع المقام الذي لا تزال تتوسطه سنديانة دهرية تظلله، وفي محيطه لا تزال بعض الحجار المنحوتة، التي تحمل خطوطاً ورموزاً لم يتم العمل بعد على فك رموزها. من هنا مطالبة المديرية العامة للآثار بوضع مخطط شامل لهذا المقام التاريخي، الذي لا يزال محفوراً في ذاكرة المسنين في القرى والبلدات المحيطة رغم بعده نسبياً من المنازل، ويتحدث أهلها عن عظمة هذا المقام وشفاعة السيدة العذراء مريم المعينة والمعزية وشافية المرضى، الواقفة دوماً الى جانب المتأملين.
كثر هم الذين لا يزالون يدلون بشهاداتهم ازاء العجائب الكثيرة التي حصلت لبعضهم في شكل مباشر، ولآخرين شهدوا على شفاءات اقرباء واشقاء زاروا السيدة المعينة ودهنوا اجسادهم ومواطن مرضهم بترابها وشفوا. وما حصل للكاتبة والاديبة لوريس الراعي ابنة بلدة رماح العكارية دليل الى انها شفيت، اذ قدمت صوراً شعاعية ومخبرية لورم كان في صدرها الايسر على مدى اكثر من 9 سنوات، وبشفاعة سيدة المعين شفيت تماماً واختفى الورم.
موسى موسى، الرئيس السابق لبلدية النهرية، الذي دأب على الاهتمام بهذا المقام واعادة ترميمه والسهر على نظافته، دوّن العديد من الشفاءات التي كان لمقام سيدة المعين فضل بها، على ما يروي كثيرون ومن مختلف المناطق والطوائف، الذين يقصدون هذا المقام للتبرك والصلاة وايفاء النذور. ويقول ان كنيسة سيدة المعين هي شفيعة بلدة النهرية والقرى المجاورة لها، وحافظ الأهالي على وجودها منذ القدم، مشيراً الى ان احتفالات كبيرة كانت تحصل في محيط هذا المقام المقدس. ففي العام 1989، كانت تنتشر البثور في اجزاء كثيرة من جسم سيدة من آل حرب، والدتها من بلدة منجز في عكار، ورغم المعالجات الطبية الحديثة لم تشفَ. لكن جدّها اصطحبها الى مقام سيدة المعين، فأخذت القليل من التراب من داخل المقام ومزجته بالماء ودهنت جسمها بعد تأدية الصلاة، وفي اليوم التالي اغتسلت، واذ بالبثور التي كانت تغطي جسدها اختفت كلياً. كما يروي الياس اديب الرعي، وهو مهندس من بلدة رماح والدته من بلدة النهرية، ان الثؤلل كان يغطي يديه ورجليه، فزار مقام سيدة المعين وتبرّك من ترابها الذي مزجه بالماء ودهن جسمه به، وفي اليوم التالي اختفى الثؤلل تماماً. الى ذلك، فإن شهادات كثيرة دونت لأشخاص كانوا يعانون امراضاً خبيثة وفي مراحل متقدمة من المرض، لجأوا الى سيدة المعين وهم الآن اصحاء يمارسون حياتهم في شكل طبيعي ويواظبون على الحضور دائماً الى المقام والتبرك منه.
موسى يطالب الجهات المعنية بأن تقوم بما يجب لحماية هذا المقام وصيانته بما يتناسب مع تاريخه وقدمه وعجائبه الكثيرة التي لا يمكن احصاؤها، وهو، الى جانب كونه مقاماً مقدساً باعتراف كثيرين، الا انه ايضاً موقع تراثي عريق من الواجب اعادة جمع حجاره وبناؤها على الطريقة التي كان عليها قديماً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم