السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"قواتيون" متضامنون مع غزة

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
A+ A-

غزة تتألم، نساؤها يمتن وأطفالها حرموا من أبسط حقوقهم: الحياة. المنطقة من حولها تتضامن. اللبنانيون أيضا رفعوا الصوت تضامناً، مع الذين يرزحون تحت القصف الاسرائيلي العنيف. موارنة، شيعة، سنة، أورثوذكس، دروز،... كلهم أعربوا عن تضامنهم مع غزة الجريحة.
قد يرى البعض، وخصوصاً ممن ينتمون الى "جبهة الممانعة"، أن قضية التضامن احتكار لأسباب تاريخية وتأويلات ينسجون على منوالها.
في الساحة الافتراضية التي تشغلها مواقع التواصل الاجتماعي، غزة عنوان رئيسي للتعليقات وحملات التضامن منذ بداية العدوان.
في تلك الساحة، جيل "قواتي" يتفاعل مع تلك الحملات من دون أن يسقط نهائياً وجدان الصراع مع الفلسطيني، سيّما ان ما جرى من مصالحات "مسيحية"-فلسطينية ومن نقد ذاتي لسنوات الصراع بقي في الحيّز النخبوي.
لقد كان التضامن مع غزة محطة لاختبار اثر تلك المصالحات ونظرة الجيل "القواتي" حيال ما يجري.


الحقبة القاسية


في العام 1948 بدأت عملية تهجير الفلسطينيين، وانتشرت المخيمات الفلسطينية على الاراضي اللبنانية. وجاء توقيع اتفاق القاهرة، عام 1969، الذي سمح للفلسطينيين بحمل السلاح والدفاع عن مخيماتهم في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. ما لبث السلاح ان توجه الى الداخل اللبناني حتى توالت الأحداث الى العام 1973 حيث دارت معارك عنيفة بين الفلسطينيين والجيش اللبناني الذي نجح تقريباً بالسيطرة على الوضع. غير ان ومع استمرار الضغوط الخارجية، تدهور الوضع الداخلي مع بدء تسلح القوى السياسية.
في 13 نيسان 1975، اطلق النار على باص كان يقل عدداً من الفلسطينيين، و انقسمت بيروت بين شرقية وغربية، وكان حزب "الكتائب" وحلفاؤه قد سيطروا على جميع المخيمات في المنطقة الشرقية وكان ابرزها مخيم تل الزعتر. ومع دخول الرئيس الشهيد بشير الجميل في التكتيكات الحربية، ضم جميع مقاتلي المنطقة الشرقية تحت لواء واحد وهو "القوات اللبنانية" ، وفي المقابل كان الفلسطينيون شكلوا قوة تضم "المرابطون"، حركة "امل"، الحزب التقدمي الاشتراكي، القومي السوري وتنظيمات عدة .
استمرت الحرب 15 عاما، والقوات اللبنانية، التي كانت الجناح العسكري للجبهة اللبنانية، خاضت معارك مستمرة مع الفلسطينيين الذين اعتبرتهم "غاصبين" للارض اللبنانية حتى العام 1982 حيث قامت اسرائيل باجتياح لبنان. وكان مصير التنظيمات الفلسطينيين التفتت الى مجموعات تحت تسميات عدة. وتتالت الأحداث في لبنان حتى العام 1990. هذه الحقبات التي مر بها اللبنانيون والفلسطينيون خلفت نظرات نمطية نحو الآخر.


آراء


يكتب "قواتي" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": " مش قادر اتضامن مع سوريا وفلسطين ... من سنة ١٩٧٥ من بوسطة عين الرمانة وهن عم يضطهدونا، نحنا مش مع العدو الصهيوني بس ما فيي انسا شو صار باهالينا. اما السوري لمن كان في حرب اهلية اتدخل وقصف اهالينا واستغل الوضع وفات عارضنا ونفانا لسنة ٢٠٠٥. هيدا الاطفال ما ذنبن بحرب الكبار بتمنى الدول الكبيرة بس تشوف براءة اطفال غزة".


بالنسبة لكثيرين من مناصري "القوات"، "الفلسطيني منو حليف"، ولكن هذا الامر لا يمنع من التضامن مع غزة.
يأسف ناشط "قواتي" للجرائم المستمرة التي ترتكبها اسرائيل، فهو "متضامن انسانياً" مع الأطفال والنساء وكبار السن الذين يقتلون وتدمر منازلهم بالقصف الاسرائيلي المستمر على غزة، "نحن مسيحيون وبديهي ان ندين عمليات القتل في غزة".
ويفصل الشاب العشريني بين التضامن مع ضحايا العدوان الاسرائيلي والقضية الفلسطينية، "أولويتي هي القضية اللبنانية". يصف الشاب حملات التضامن الكثيفة مع غزة في لبنان بـ"الاستعراضية"، قائلاً: " شو رح يجيني اذا عملو نشرة موحدة كرمال غزة خلي يعملوكرمال انتخاب رئيس جمهورية... اللي بهمني مستقبلي كشاب لبناني".
تقول ماري روز، وهي مناصرة لحزب "القوات" ان "مشاهد المجازر الاسرائيلية التي ترتكب في غزة تمنعها في كثير من الليالي من النوم"، مضيفة ان "ما يجري في غزة شبيه بما يجري في الموصل حيث المجتمع الدولي غير مبال بمصير شعوب المنطقة وما يحل بها من ويلات".
وتشير الى "اننا اليوم متضامنون مع الطفل الفلسطيني الذي تذبحه اسرائيل، ولا مجال لربط الامر بنظرتنا الى الفلسطيني الذي حمل السلاح ضدنا خلال الحرب اللبنانية، والفلسطيني المسلح اليوم في المخيمات، فالامران منفصلان". وتنتقد مناصري 8 آذار الذين يعتبرون التضامن مع غزة حكرا عليهم، قائلة "رأينا انسانيتهم المفرطة في التضامن مع اطفال سوريا الذين يقتلهم الاسد بالبراميل المتفجرة".


رئيس العلاقات العامة في مصلحة طلاب القوات اللبنانية نديم شماس يؤكد انه متضامن مع حركة المقاومة في غزة. ويقول أن "الهجوم الاسرائيلي الممنهج والقصف على المنازل والمدنيين غير مقبول"، مشيراً الى أن "اننا ندعم السلطة الفلسطينية وفي هذه المعركة نقف مع حماس ". ويذّكر ان النائب انطوان زهرا كان في عداد الوفد الذي زار غزة تضامنا في العام 2012.
ويقرّ شماس ان النظرة النمطية المتبادلة بين "القواتي" والفلسطيني لا زالت على حالها في حيّز كبير، ويعزو السبب الى ان "الحرب اللبنانية لم تختتم بالشكل الجيد، ومناصرو القوات يعتبرون ان الفلسطينيين في لبنان ما زالوا مسلحين وهذه مشكلة بالنسبة الينا".
ويعتبر ان "رغم اعتراضه لطريقة عمل حماس وكتائب القسام كونه يرفض عمل منظمة حزبية او عسكرية ذات طابع ديني لكن هذا لا يمنعني من التضامن مع غزة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم