الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

روسيا تخفف النبرة حيال الانتخابات الرئاسية الأوكرانية وتتمسك باستراتيجيتها

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

اصدرت روسيا برئاسة فلاديمير بوتين مؤشرات تهدئة مع اقتراب الموعد المقرر للانتخابات الرئاسية الاوكرانية في 25 ايار، لكنها ابدت تحفظات توحي بانها لن تعترف بنتيجة اي اقتراع يعزز السلطات المؤيدة للغرب في كييف.


وقال نيكولاي بيتروف الاستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، ان "روسيا لن تعترف بهذه الانتخابات"، مضيفا ان "روسيا لن ترضى الا بنوع من السيطرة على اوكرانيا بالكامل او على شرقها".
وكان الكرملين رفض اساسا الانتخابات الرئاسية المبكرة التي اعلنت اوكرانيا عن تنظيمها بعد اقالة الرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش اثر حركة احتجاجية استمرت ثلاثة اشهر للمطالبة بالتقرب من الغرب وانتهت بحمام دم في كييف.
وبعد ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا في اذار، سيطر المتمردون الموالون لروسيا على بعض مناطق شرق اوكرانيا، ما حمل كييف على شن عملية عسكرية سعيا لاستعادة السيطرة في هذه المناطق. وردا على ذلك شككت موسكو في شرعية انتخابات تجري "على وقع دوي المدافع".
واذ ابقى بوتين على تحفظاته بدون ان يقول ما اذا كان سيعترف بنتيجة الانتخابات، تبنى أخيراً لهجة اكثر مهادنة مقرا بان الانتخابات قد تسير "في الاتجاه الصحيح".
وفسر الخبراء هذا الكلام بانه تغيير في اللجنة ضمن تكتيك يهدف بصورة خاصة لتفادي فرض عقوبات غربية جديدة على روسيا قد لا تقتصر على بعض كبار المسؤولين بل من المحتمل ان تستهدف قطاعات من الاقتصاد الروسي.
فالوضع الاقتصادي غير مؤات في روسيا التي دخلت مرحلة انكماش بحسب صندوق النقد الدولي الذي يتوقع حركة هروب رساميل يصل حجمها الى مئة مليار دولار (71 مليار أورو) خلال السنة، وتراجع الاستثمارات في ظل الغموض المخيم على المستقبل.
وقالت ماريا ليبمان المحللة في مركز كارنيغي في موسكو: "هناك شعور بأن اوروبا لا تود فرض عقوبات اشد على روسيا وبوتين اراد اعطاء حجة للذين يعارضون العقوبات"، مضيفة: "هذا لا يعني ان روسيا تدعم الانتخابات في اوكرانيا، انه تنازل لكنه لا يحدث فرقا يذكر".
ويرى المحللون ان التكتيك الروسي يقضي ايضا بالسماح للمتمردين المدججين بالسلاح باحكام سيطرتهم على المناطق الصناعية في شرق اوكرانيا.
وتعتبر روسيا ان الغربيين يقفون خلف اقالة يانوكوفيتش وهي تعمل الان برأي ماريا ليبمان على زعزعة الاستقرار في شرق البلاد لتجعل من المتعذر على الحكومة المؤيدة للغرب ان تحكم اوكرانيا.
واضافت المحللة ان "هدف روسيا هو على المدى البعيد"، وهو يقضي بـ"تنصيب حكومة يمكنها السيطرة عليها".
اما على المدى القريب، فبوسع بوتين بعد انجاز ضم القرم الى روسيا التريث تجاه باقي اوكرانيا، بحسب الخبراء.
وارتفعت شعبية الرئيس الروسي الى مستويات قياسية مدعومة بموجة من الشعور الوطني تؤججه وسائل الاعلام التي يسيطر عليها الكرملين. واظهر استطلاع للراي اجراه معهد ليفادا المستقل في نيسان ان 82 في المئة من الروس يدعمون رئيسهم.
من جهة اخرى، يريد الكرملين ان يجعل من اوكرانيا عبرة لباقي الجمهوريات السوفياتية السابقة التي قد تسعى للتقرب من الغرب، تماما مثلما كانت الحرب على جورجيا عام 2008 ردا على مساعيها للانضمام الى الحلف الاطلسي.
وترى مجموعة الازمات الدولية التي يوجد مقرها في بروكسل ان فلاديمير بوتين الذي يرى ان من مسؤوليته التصدي لما يعتبره هيمنة غربية وانحطاطا اخلاقيا في اوروبا، "مصمم بحزم" على مواصلة استراتيجيته في اوكرانيا حتى ولو "رأى الاوكرانيون على مدى جيل على الاقل في موسكو جارا قويا وخطيرا وليس صديقا او حليفا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم